الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد نصيحتكم حول إبداء الإعجاب برجل خاطب

السؤال

السلام عليكم

أشعر بالإعجاب تجاه شخص خاطب، فما نصيحتكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنَّا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

بخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه فإنَّنا نحبُّ أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولاً: اعلمي -أيتها الفاضلة- أن قضاء الله لا يعجل به رغبة ولا يصرفه حيلة، ومن قدره الله لك سيكون وإن لم تحرصي عليه، ومن لم يقدره الله لك لن يكون ولو بلغ حرصك السموات والأرض، فاطمئني -أختنا- ولا تعجلي على ما كتبه الله لك، بما حرمه الله عليك، ولا تستمطري غضب الله بمعصيته، وتذكري دائما حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء)، فالأمر -أختنا- في علم الله قائم فلا تقلقي.

ثانياً: نهى الإسلام الرجل أن يخطب امرأة مخطوبة، فكيف بحالك، ففي الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يبع الرجل على بيع أخيه ولا يخطب بعضكم على خطبة بعض) وفي رواية: (لا يبع الرجل على بيع أخيه، ولا يخطب على خطبة أخيه إلا أن يأذن له) وفي رواية : (المؤمن أخو المؤمن فلا يحل للمؤمن أن يبتاع على بيع أخيه، ولا يخطب على خطبة أخيه حتى يذر)، وظاهر هذه الأحاديث يبين تحريم الخطبة على خطبة أخيه، وأجمعوا على تحريمها إذا كان قد صرح للخاطب بالإجابة، ولم يأذن، ولم يترك، فكيف وأنت المرأة وهو الرجل، لا شك أن الأمر سيكون أعظم.

ثالثاً: اعلمي -أختنا- أن هذا الإعجاب مدخل من مداخل الشيطان، وأن السير خلفه سير وراء أوهام، وسعي خلف سراب، لذلك انزعي الأمر نزعاً من قلبك قبل أن يتضخم فيفسد عليك حياتك.

رابعا: نريدك -أختنا- أن تقتربي من الله عز وجل أكثر، وأن تعلمي أن القلب لا يطمئن إلا بالدين، ولا ترتاح النفس إلا بالذكر.

خامسا: ننصحك -أختنا- بقراءة باب القضاء والقدر من أي كتاب ففيه غنية -إن شاء الله- عن أمور كثيرة.

سادسا: اجتهدي أن تنخرطي في عمل اجتماعي مع صديقات لك، وأن تكثري من الصيام، وخاصة الاثنين والخميس، وأن تقللي درجات الخلوة بنفسك.

سابعا: لا تفكري في هذا الأخ، ولا تسألي عنه، ولا تتبعي أخباره، واعلمي أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، والله المستعان .

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر amr

    بسم الله
    يا اختى والله انا هقولك ما حدث معى ,كان لدى صديق هو اخ فى الله احبه وعرفته بعدما خطب وكان يحكى لى عن اهل خطيبته فى الدين والاخلاق ومعاملتهم ,حتى اننى احببتهم وتشوقت جدا خاصة بعدما ذكر لى ان لخطيبته اخت كبرى ,وصدمنى بانها اتخطبت لاخ هو يعرفه وهو من قدمه لهم , كنت استعيذ بالله ونفسى تقول لى ياااه لو كانت من نصيبك , ياريت خطيبها ده يفسخ الخطوبه , لانى عارف ان حرام اتدخل فى الموضوع بأى شكل من الاشكال, لكن والله كلما كان يراودنى هذا الشعور فى نفسى استعيذ وادعوا للاخين بالتوفيق وان يتم لهم الزواج بنجاح,حتى اجبر نفسى على تقبل الامر وتسليم الامر لله , وسبحان الله قدر الله فى يوم من الايام وسمعت من صديقى ان اهل خطيبته يريدون فسخ الخطوبه , وبالفعل بعدها تم فسخ الخطوبه , وجاءنى صديقى كلمنى اذا اردت انا التقدم لها , وكنت فرحا كثيراوسعيد جدا , وذهبت بعد تحديد موعد لرؤية الاخت و ووجدت فعلا ما قاله لى صديقى عن دينهم وخلقهم وحسن تعاملهم وكرمهم ولا نزكيهم على الله , لكن عندما رأيت الاخت لم اتقبلها برغم انها جميله , واحسست انى ليس راغب بها كزوجه , وبعدها استخرت ورديت على والدها بالرفض , وقلت سبحان الله .. وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم .سبحان الله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً