الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أنسى من تعلق قلبي بحبها؟ أرجو المساعدة.

السؤال

السلام عليكم

أحببت فتاة بدرجة كبيرة، لكن لم يوفق الله الجمع بيننا لأسباب خاصة بها، لقد ظلمتني كثيراً، وتحملت منها هذا، وابتعدت عني وتركتني وحيداً، وقررت أن أنساها، وأرجو المساعدة بنصحكم على نسيانها.

أتخيلها كثيراً، وقد أثر ذلك على اهتمامي بأعمالي.



الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
ابني الفاضل/ إيهاب حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

نسأل الله أن يملأ قلوبنا بحبه وحب رسوله، وأن يرزقنا وإياك السداد والهدى والرشاد.

إن المؤمن يحب الله ورسوله، ويجعل سائر ما يحب تبعاً لطاعة الله وفي مرضاته، فيحب والديه وإخوانه الصالحين، ويحب زوجته الحلال وأبنائه، ويجعل بغضه لأعداء الدين، ولا عجب فأوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله.

ولا تحزن على فوات هذه الفتاة، فالنساء غيرها كثير، (وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ)، [البقرة:216].

وتذكر ما قاله الشاعر:

إذا المرء لم يلقاك إلا تكلفاً *** فدعه ولا تكثر عليه التأسف.

واعلم أن في الناس إبدال وفي الترك راحة، فأرجو نسيان هذه الفتاة، وسوف يعوضك الله بفضله من هي خير منها، فاحرص على طاعة الله، وتجنب مخالفة أمره، (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ)، [النور:63].

وعمِّر قلبك بالإيمان بالله، واشغل نفسك بطاعته، وابدأ حياتك الأسرية بالطاعة، فلا يجوز بث العواطف على طريقة الأفلام، وذلك هو حب النفاق والبهتان الذي يظهر فيه كل طرف خلاف الحقيقة، وهو ثمرة من ثمار الاختلاط بالمرأة، وما من معصية إلا ولها شؤمها وآثارها، وكثير من الذين شغلوا أنفسهم بحب المخلوقين حُرموا من الوفاء، وتبدل الحب إلى شقاء، والوصال إلى عداوة وشحناء.

فاجتهد في طاعة الله، واشغل نفسك بالمفيد، وأنت لا تدري لعل الخير في البعد عن هذه الفتاة، وقدر لرجلك قبل الخطوة موضعها، ولا تكرر هذه المخالفة وهي بكل أسف معصية اعتاد بعض الشباب ممارستها، ألا وهي مسألة العلاقات العاطفية التي لا تحتكم إلى ضوابط الشريعة.

فإن المسلم إذا أراد أن يبني أسرته يستخير ويستشير وينظر للمخطوبة، فإن وجد ما يدعوه لنكاحها تقدم لطلب يدها من وليها، ويسارع بإعداد نفسه ثم يكمل مراسيم الزواج لتبدأ الحياة السعيدة في ظلال هذه الشريعة التي لا تعترف إلا بالعلاقات الأسرية المنضبطة بكتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، على مرأى ومسمع من المجتمع، وهو ميثاق غليظ يتحمل فيه كل طرف مسئولياته كاملة.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً