الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطيبتي غير صريحة معي

السؤال

تقدمت إلى فتاة لخطبتها، وفعلاً تمت الخطوبة، وبعد شهرين اكتشفت أن والدها متزوج زوجة أخرى غير والدتها، ولا يوجد استقرار في أسرتها، والدتها إنسانة معقدة من الأزواج وللأسف بنتها (خطيبتي) تسمع كلامها في كل شيء، وتحكي لها كل شيء حتى الأسرار بيني وبينها، ولم تصارحني بموضوع والدها هذا حتى الآن، ولكني عرفت هذا من خلال المعارف الأخرى.

أحس أنها غير صريحة تماماً معي، وتخبي عني أي شيء بخصوص والدها، وتحكي لي أنها جلست وتكلمت مع والدها كل يوم في بيتهم، مع العلم بأن والدها لا يعيش أصلاً معهم، وأنا أعرف ذلك تماماً، مع العلم بأنها إنسانة متعلمة تعليم جامعي عالي، ومتدينة، ولكنها للأسف غير صريحة تماماً معي، ولا يوجد ترابط أبداً بين أسرتها وخاصة والدها ووالدتها .

بالنسبة لي -الحمد لله- ميسور الحال، وأملك كل تكاليف الزواج، ومتدين، وعلى خُلق، وأعاملها بما يرضي الله، أريد من سيادتكم النصح، هل استمر في هذه الخطوبة أم أنسحب؟
وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،

نسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك، وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يقدر لك الخير وأن يرضيك به .

لقد شهدت لهذه الفتاة بأنها متدينة، والدين هو أهم ما ينبغي أن تركز عليه، وكون والدها متزوج من أخرى فهذا لا غبار عليه، بل النكير على من يرفض ذلك من النساء والمجتمعات الظالمة، والفتاة في هذه السن سوف يكون تأثرها بالخلافات الزوجية محدودة خاصة إذا كانت متعلمة.

والصواب أن يبحث الإنسان عن أحوال الخطيبة قبل الخطبة، ويعرف ما يتيسر من الأخبار الظاهرة، ويسأل المعارف، ثم بعد ذلك يتقدم للخطبة، وكل إنسان لا يقبل العبث بأخواته وقريباته فكيف تترك هذه الفتاة بهذه السهولة؟ علماً بأن هذا الأمر سوف يؤثر عليها جداً، ولا ذنب لها في الأشياء التي تحدث بين والديها ((وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى))[الأنعام:164] وأنت طبعاً سوف تعيش معها بالدرجة الأولى وليس مع والديها، فأرجو عدم الإكثار من الأسئلة المتعلقة بأسرتها، واترك تتبع العثرات، ويصعب على كل إنسان ذكر العيوب والمشاكل الخاصة بأسرته، فاجعل تركيزك على الفتاة ودينها وخلقها.

وأنت يا ولدي مجرد خطيب لا يجوز لك الخلوة بهذه الفتاة، وأرجو عدم التوسع في العلاقات والجلسات لأنها مخالفة لديننا، وكلها مجاملات، ولا فائدة فيها، وهي خصم على سعادة الأسرة مستقبلاً، خاصة وأنتم تفتحون الملفات وتجددوا الجراحات.

وإذا كنت -ولله الحمد- متديناً ومستطيعاً فأرجو أن تحسن معاملة هذه البنت، وكن سبباً لإنقاذها من التوترات الأسرية، ولا يجوز للخطيبة إذا أصبحت زوجة أن تنقل أسرار بيتها، أما الآن فلا يجوز أن تكون بينكما أسرار، (والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس)؛ لأن الخطبة عبارة عن وعد بالزواج، وهي لا تتيح هذه الخلوات والكلمات الخفية؛ لأن الشريعة تحفظ للبيوت وللأسرار الخاصة بالفتاة وأسرتها وهذا أمر لا يجوز بحال.

فوصيتنا لكما جميعاً بتقوى الله وطاعته، والمسارعة في إتمام مراسيم الزواج والرباط الشرعي، وعندها يبدأ الود والحب الحقيقي، ففي ظلاله تختفي كثير من المشاكل، نسأل الله أن يوفقكما لما يحبه ويرضاه.
وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً