الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بالخوف من الأمراض بعد تناولي الحشيش!

السؤال

أنا شاب عمري 23 عامًا، وللأسف منذ فترة وأنا أدخن، ومنذ فترة بسيطة تناولت حشيشًا، وحدث لي شيء غريب منذ أسبوع بعدما تناولت سيجارة من الحشيش، وهذه أول مرة يحدث معي ذلك، حدثت لي حالة من التوتر والخوف والقلق، ودقات قلبي تسارعت، كانت تبدو أنها تدق بطريقة غير طبيعية، مثلا من 90 إلى 100 دقة تقريبًا والله أعلم، لكن لم يحدث لي هبوط وتغير في لون الوجه، -والحمد لله-.

وبعد ساعة تقريبًا من هذه الحالة شرحت لوالدي موقفي، وأعطى لي حبوب سيولة في الدم، أخذت حبة واحدة وبعدها بدأت دقات قلبي تهدأ، مع العلم بأنني لم أشتك من أي وجع في منطقه الصدر والقلب، ولم تظهر عليّ أي أعراض لمرض القلب، فماذا حدث لي في هذه اللحظة؟

-والحمد لله- استطعت الإقلاع عن تدخين السجائر والحشيش وأقلعت عن شرب القهوة والشاي والاسبراسو، ولكن بعد مرور أسبوع من هذا الموضوع، وأنا أعاني من وهم المرض والخوف.

أرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مؤمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله تعالى الذي وفقك لأن تتوقف عن التدخين وكذلك تناول الحشيش، فكلاهما قبيح، وكلاهما خبيث، وقطعًا الحشيش أكبر خطورة، وما حدث لك من شعورٍ بالتوتر والخوف وتسارع في ضربات القلب كان ناتجًا من إفراز كيميائي شديد، حصل لك بعد التعاطي، وربما تكون نوعية الحشيش الذي تناولته كان محتوى المادة النشطة كبيراً، وقد تكون تفاعلتْ مع النيكوتين، وهذا أدى إلى إفراز كمية كبيرة من الأدرينالين (adrenaline) ممَّا أدى إلى التسارع الشديد في ضربات القلب والشعور بالخوف.

هذه الظاهرة ظاهرة فسيولوجية، وأنت عشت تجربة حقيقية، جعلتك -والحمد لله تعالى- تقتنع بسوء تعاطي المؤثرات العقلية.

الأعراض التي تنتابك الآن هي أعراض بسيطة -إن شاء الله تعالى- وأنا أعتقد أن حبَّة سيولة الدم التي أعطاها لك الوالد وأدَّت إلى تحسُّنِ حالتك، أعتقد أنه لا علاقة لها بتسارع ضربات القلب، الوالد فقط حاول أن يحميك من أي جلطة أو شيء من هذا القبيل، وفي ذات الوقت أنت انتفعت بما نسميه بالأثر الإيحائي للدواء، يعني أنه لم يكن هنالك أثر كيميائي، لكن الإقدام على الخطوة نفسها قد ساعدتك.

الآن – أيها الفاضل الكريم – أريدك أن تُكثر من ممارسة الرياضة، تعتبر الرياضة علاجًا أساسيًا جدًّا بالنسبة لك، وحاول أن تنام مبكرًا، وتجنب النوم النهاري.

تقليل الشاي والقهوة خطوة ممتازة جدًّا، ويُستحسن أن تتناول أحد الأدوية المضادة للقلق والتوترات، والتي تؤدي في ذات الوقت إلى تنظيم كيمياء الدماغ التي ربما يكون الحشيش قد أدى إلى اضطرابها.

الدواء الذي يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) تحتاج أن تتناوله بجرعة كبسولة صباحًا وكبسولة مساءً، وقوة الكبسولة خمسون مليجرامًا، استمر عليها لمدة شهرٍ، ثم اجعلها كبسولة واحدة مساءً لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

الدوجماتيل لا يحتاج لوصفة طبية، وهو دواء بسيط جدًّا، أسأل الله أن ينفعك به.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً