الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف من الجن ولدي رهبة من الإمامة وعدم الاقتناع بمظهري، ما هذه الحالة؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أفيدوني -مشكورين- على التالي:
أنا رجل أبلغ من العمر 54 عاما. عندي مشكلة بأنني لا أستطيع النوم وحدي في البيت إلا بوجود أحد؛ حيث أشعر بالخوف من الجن.

كذلك يوجد لدي مشكلة في أنني لا أقتنع بمظهر لباسي سواء كان غاليا أم رخيصا بأنه لائق علي. في بعض الأحيان أسأل أهل بيتي: هل مظهره لائق علي أم لا؟ فيجيبوني بـ: نعم، لكن في قرارة نفسي أقول: إنهم يجاملونني.

أحيانا تأتيني رسائل في (الواتساب) من الزملاء والأصدقاء، فيها نوع من الوعظ والإرشاد، لكن يذهب بالي على أنهم يقصدونني بها، بالرغم أن الذي في الرسالة ليس له وجود عندي.

يوجد لدي مشكلة الإمامة في الصلاة، حيث أنا رجل ملتزم، وذو لحية بيضاء، فيقدموني؛ لأصلي بهم عند غياب الإمام، لكن توجد عندي رهبة شديدة عند القراءة، وأتعمد القراءة من قصار السور؛ حتى أنهي الصلاة. (علما بأن هذه الحالة لا توجد لدي من قبل، وإنما منذ حوالي 20 عاما فما فوق).

أفيدوني، هل هذه نفسية أم شيء آخر، جزاكم الله خيرا. ووالله إنني صادق في ما طرحته لكم، ولثقتي بكم؛ أبحت به.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

واضح أنك شخص مرهف وحسَّاس، وهذه السمة من سمات الشخصية تتواجد عادة عند الأشخاص القلقين، ولهم حساسية مُرهفة تجاه التعامل مع الآخرين ونظرات الآخرين نحوهم، وردود أفعال الآخرين عليهم عند إتيانهم بأي شيءٍ أو بأي كلامٍ في مجمع من الناس، وينعكس هذا في حساسيتك في التعليقات (الواتساب) وبالرهبة في الصلاة أمام جمع من الناس.

أما مسألة الخوف من الجن عندما تنام في البيت وحدك، فإني أنصحك بتلاوة سورة البقرة في المنزل، فإن سورة البقرة معروف أنها تطرد الشياطين من البيت، كما ذكر ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإن من قرأ سورة البقرة لا يقربه شيطان ثلاثة أيام، فلا يسكن الشيطان في منزل قُرئت فيه سورة البقرة -بإذن الله تعالى-، وأيضًا لا يستطيعها البطلة –أي السحرة-.

أما موضوع الإمامة، فإني أنصحك بأن لا تتهرب منها طالما أنت شخصٌ كفؤ، ويظن الناس فيك الخير، فلا تتهرب من الإمامة، واصل الإمامة، ولا بأس من قراءة قِصار السور في الأول، ثم زد عليها بالتدريج، وأنا على قناعة تامة بأنك في مواصلة الصلاة وإمامة الناس والقراءة سوف تتخلص من هذه الرهبة، وهذه رهبة عادية تنتاب معظم الذين يُوئِمُّون الناس في بداية الأمر، وعندما يداومون على هذا الشيء فإن هذه الرهبة تزول وتنتهي تدريجيًا.

عليك بمواصلة العلاقات مع الآخرين، وعدم الالتفات أو تجاهل هذه الظنيات عندك، فكما ذكرت إنها ناتجة من الحساسية المرهفة، ومن الأشياء المهمة لزوال الحساسية هي تعرُّض الشخص للمصدر الذي ينتج عنه الحساسية، وليس التهرُّب منه، فتدريجيًا تزول الحساسية، ويُصبح الشخص طبيعيًا في تعامله مع الآخرين.

لا أرى شيئًا غير عادي، أو شيئا يحتاج ويدعو إلى علاج سواء بالأدوية أو أكثر من هذا، وإنما -كما ذكرتُ- هي سمات في شخصيتك، وإن شاء الله تعالى تزول، وكما ذكرتَ إنك تعايشتَ معها لفترة طويلة، فأنت تبلغ الآن من العمر منتصف الخمسين، وهذه الأشياء منذ فترة طويلة، وأنت تعايشت معها، وواضح أنك -الحمد لله تعالى– متقدِّم وإنسانٌ ناجح، فحاول هذه الأشياء والنصائح التي ذكرتُها، وإن شاء الله تعالى لا تحتاج لأدوية.

وفَّقك الله، وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية ابو احمد

    جزاكم الله خيرا ونفع بعلمكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً