الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسواس القهري بين الطب والدين وعالم الجن

السؤال

هل للوسواس القهري علاقة بعالم الجن خاصة أنني قرأت سورة يس على مدار أسبوع فلم يعد لي الوسواس؟ نحن بحاجة إلى مناقشة عنوان الوسواس بين الدين والطب، وهل الطب النفسي مدرسة مكتملة؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخِي الكريم: هذا موضوع شائك جدًّا، وكلمة الوسواس تعني أشياء كثيرة لمختلف الناس، لكن إذا قصدنا بالوسواس أنه الأفكار أو الأفعال أو الطقوس التي يتسلط على الإنسان ويؤمن بسخفها، ولا يستطيع التخلص منها أو ردِّها، أعتقد هنا سوف تكون هنالك بوادر اتفاق على المفهوم والمضمون لمعنى الوسواس.

ويا أخي الكريم: بالنسبة لموضوع علاقة الوسواس بالجن والطب النفسي، أيضًا الآراء كثيرة حول هذا الموضوع، هنالك مَن ينكر تمامًا أي علاقة للوساوس بالجن أو الشيطان، ويرونه علة طبية وليس أكثر من ذلك. وهنالك من يرى أن الوساوس كلها من الشيطان، وهنالك من يرى أنه توجد وساوس خنَّاسية، وتوجد وساوس طبية، وأنا من هؤلاء، الذين يؤمنون بهذه الجزئية الأخيرة، أنه توجد بعض الوساوس الخنَّاسية (وساوس الإغواء – وسواس الشهوات) هذه وساوس شيطانية.

وإذا ذكر الله تعالى سوف يخنس الشيطان، ولذا ذكر الله من خلال الاستغفار والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، من خلال قراءة القرآن، هذا هو الذي يُوصل الإنسان إلى أن يخنس الشيطان، وأعتقد أن هذا هو الذي حدث –أيها الفاضل الكريم-.

وهنالك نقطة أود أن أنبه لها، وهي نقطة هامة جدًّا، بالرغم من أن الأبحاث فيها ليست متسعة، وهو جهد متواضع مني ومن بعض الإخوة، وهي أننا نرى أن الوساوس الخنَّاسية بعد أن يخنس الشيطان يكون قد قذف قذفة كيميائية أدَّت إلى تغيير في الموصلات العصبية لبعض الناس، وهنا يتحوّل الوسواس من وسواس خنَّاسي إلى وسواس طبي، ولا ننسى حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم).

هذا هو الذي أراه –أيها الفاضل الكريم– وأرى أن مسارات العلاج للوسواس أربعة: المسار الإسلامي -وهو واضح جدًّا– والمسار الدوائي، والمسار السلوكي، والمسار الاجتماعي. هذه إذا اجتمعت مع بعضها البعض أعتقد أنها تؤدي -إن شاء الله تعالى– لعلاج معظم حالات الوساوس القهرية.

سؤالك: وهل الطب النفسي مدرسة مكتملة؟
لا يوجد اكتمال في أي شيء، الكمال لله تعالى وحده، أما بالنسبة للطب النفسي فهو من التخصصات المحترمة جدًّا، والذي حدث فيها الكثير من التقدم، وتُوجد عدة مدارس كثيرًا ما تكون مُكمِّلة لبعضها البعض.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية بدر

    البندول الليل نايت راحه من الالام النفسيه

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً