الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من رغبة شديدة في أكل الموالح، ولا أعرف ما المشكلة!

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة بعمر 26 سنة، بعد العيد أصابتني حرارة واستفراغ استمرت أربعة أيام، ذهبت إلى المستشفى، أعطوني مضادا حيويا ومغذيا، فزالت الحرارة والاستفراغ، وكنت لا أشتهي الطعام، ومتعبة ومرهقة.

عدت مرة أخرى إلى الطبيبة، ووصفت لي مغذيا وحبوب فيتامينات، وبعدها نزلت الدورة الشهرية في تاريخ 13/10، واستمرت ثمانية أيام، وهي في الغالب ستة أو سبعة أيام، لكنها أحيانا تزداد.

تحسنت من ناحية الأكل، وبعد عدة أيام أصبحت شرهة للمأكولات المالحة، لدرجة أنني أخلط الماء بالملح وأشربه، فازداد حجم صدري، وأعاني من توتر وارتباك وقلق ونبض في الجسم وجوع إذا لم آكلها، وأشعر أنني في حلم.

راجعت الطبيبة، وكان نسبة الضغط والسكر جيدة، ولا زلت أرغب في الموالح، وصدري منتفخ، وأعاني من هذه المشكلة منذ شهر، فما الحل؟

طلبت من الطبيبة تحويلي إلى مختص، فرفضت، أرجوكم أريد حلا، فالمشكلة أتعبتني نفسيا، فلا أستطيع الخروج للمناسبات الاجتماعية، وأعاني من مشاكل في المسالك البولية، وأخاف من تأثير الملح، فهل مشكلتي عضوية أم نفسية؟ وأي مختص تنصحونني بزيارته؟ وإذا كانت نفسية فكيف أتغلب على المشكلة؟ فالذهاب إلى الطبيب النفسي أمر صعب، أرجو الرد في أقرب فرصة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ارتفاع درجة الحرارة والقيء لعدة أيام يؤدي إلى حالة من هبوط ضغط الدم ونقص السوائل والاختلال في أملاح الجسم، وفقد نسبة لا بأس بها من ملح الصوديوم في الجسم، مما يؤدي إلى الدوخة والارهاق ورغبة الجسم والخلايا في تناول المخللات والملح؛ لإعادة توازن الجسم، ولكن بدرجة معقولة ومتدرجة، لأن الإفراط في تناول الملح يؤدي إلى الإحساس الشديد بالعطش وشرب المزيد من الماء، والدوخة وآلام المفاصل، ومن المهم متابعة قياس الضغط وفحص كيمياء الدم على الريق صباحا، بعد صيام لمدة 12 ساعة، مثل وظائف الكلى والكبد والسكر الصائم والدهون الثلاثية والكوليستيرول وأملاح الصوديوم والبوتاسيوم وبروتين الدم واليورك أسيد، وتناول العلاج المناسب حسب نتيجة التحليل، مع ضرورة عمل حمية غذائية في حال ارتفاع الدهون والكوليستيرول.

من المهم عمل تحليل مزرعة للبول، وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل؛ لأن الالتهاب المزمن في المسالك البولية قد يؤدي إلى مشاكل في الكلى، بالإضافة إلى زيادة فرص التهاب الفرج والحوض عند الفتيات والسيدات، ومن المهم فحص صورة الدم CBC وفحص فيتامين د وفحص فيتايمن B12؛ لأن فقر الدم ونقص فيتامين د ونقص فيتامين B12 من الأمور المتوقعة، خصوصا إذا كنت معتادة على وجبات المطاعم والوجبات السريعة.

ضيق التنفس والتوتر والقلق قد يرجع في سببه إلى مرض يسمى Anxiety، وهو مرتبط ببعض الخلل في الهرمونات والموصلات العصبية التي تنقل الإشارات العصبية في الجهاز العصبي، ومن أشهر تلك الأمراض مرض التوتر والقلق Anxiety؛ لذلك فإن زيارة طبيب نفسى مهمة للتشخيص والعلاج، وتتضمن الزيارات التحليل النفسي والعلاج الدوائي بالأدوية المضادة للاكتئاب، وفي حال عدم المقدرة على زيارة الطبيب، فيمكنك تناول كبسولات مثل Prozac 20 mg، مع ضرورة الخروج للنزهة وتغيير الروتين اليومي والمشاركة في المناسبات الاجتماعية مع الأسرة والمجتمع المحيط، مع المصالحة مع النفس وتغذية الروح كما نغذي الجسد، من خلال الصلاة على وقتها وبر الوالدين وقراءة ورد من القرآن والدعاء والذكر، وممارسة الرياضة بشكل منتظم خصوصا المشي والركض، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً