الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي مشكلة في النفس.. فهل السهر طوال الليل هو السبب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 27 سنة، أعاني من نفس متعب وكحة، مع خروج بلغم أحيانًا يكون شديدًا، وأحيانًا خفيفًا، وقد أجريت عدة فحوصات منها: فحص الدم، والقلب، وأشعه صغيرة للصدر، والنتائج سليمة.

أصبت بالحموضة -والحمد لله- تحسنت، كما ظهر عندي نقص بالفيتامين دال، ذهبت للمستشفى وأجروا لي بعض الفحوصات: فحص القلب والصدر بالسماعة، ولم يفصحوني عن طريق الأشعة، وجاء التشخيص أنه بسبب نفسي، ونقلوني لقسم الطب السلوكي حيث كان لي تاريخ طويل مع الاكتئاب.

نفسيتي تحسنت، لكني ما زلت أعاني من نفس متعب، وكحة خفيفة فما نصيحتكم؟ وهل النوم نهارًا والسهر طوال الليل هو السبب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميرا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب.

أتمنى أن تكون الحالة التنفُّسية الصدرية التي تعانين منه الآن هي حالة عابرة، ربما تكون حساسية بسيطة في الصدر، أو التهاباً فيروسياً مثلاً، وسوف يختفي -إن شاء الله تعالى- بالتدريج.

أما أثر الحالة النفسية على حالتك العضوية هذه فهذا وراد جدًّا؛ لأن القلق النفسي، والتوترات النفسية، والانفعالات النفسية السلبية، وتعسر المزاج... هذه كلها تؤدي إلى بعض الأعراض العضوية أو تزيد منه، ويُعرف أنه توجد علاقة وطيدة جدًّا بين مرض الربو وحساسية الصدر والحالة النفسية للإنسان.

أنا لا أقول أنك تعانين من الربو أبدًا، لكن وددتُ أن أقرب لك الصورة من خلال هذا الربط.

حالتك -إن شاء الله تعالى- مطمئنة، مواصلتك للعلاج النفسي أراها جيدة، أراها مفيدة بالنسبة لك، فسيري على نفس المسار، -وإن شاء الله تعالى- كل ما بك يزول من صعوبات في التنفس، وكذلك وجود الكحة (السعال) الذي تحدثت عنها، وأريدك أن تُركزي كثيرًا على تمارين الاسترخاء، وتهتمي كثيرًا بصحتك الغذائية، هذا كله يُساعدك -إن شاء الله تعالى- .

أما بالنسبة للنوم، فالنوم الليلي هو النوم الصحيح، خاصة لمن هم في مثل عمرك، النوم الليلي يؤدي إلى إفرازات كيميائية في الجسم، تجعل الإنسان إيجابيًا في تفكيره، وتجعل النشاط متجددًا، وتُساعد الخلايا الدماغية وكذلك الخلايا الجسدية على النمو.

فإذًا النوم الليلي هو الصحيح، والنوم النهاري غير مرغوب فيه، وحتى القيلولة الشرعية بسيطة جدًّا، أي مُدتها محدودة، وهي ما بين النصف ساعة إلى أربعين دقيقة.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة، حتى تُساعدي نفسك باستعادة ثقتك بصورة كاملة ومتكاملة أرجو أن تجعلي الليل لباسًا والنهار معاشًا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً