الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من القلق وأرغب بالحمل، فما هي المحاذير التي يجب أن أتنبه لها عند استخدام الدواء؟

السؤال

السلام عليكم..

سيدي المستشار الدكتور/ محمد عبد العليم -حفظك الله-.

أنا سيدة متزوجة، أعمل طبيبة أسنان، وعمري 40 سنة، وعندي 4 أبناء -حفظهم الله-، عانيت منذ عامين من اضطراب القلق، ونوبات الهلع، وتناولت السيبرالكس، وتحسنت تسعين بالمائة تقريبا -ولله الحمد-، وبعد سنة وشهرين تدرجت بإيقاف الدواء، ولكن عادت لي الأعراض بشدة، فنصحني الطبيب وهو أخصائي باطنة بالعودة إلى السيبرالكس، والآن رجعت له بجرعة 20 مغ حاليا.

سؤالي هو: إذا أردت الحمل فماذا علي أن أفعل؟ فلدي وسواس تجاه عمري وتجاه الدواء مع الحمل، فهل يجب تغيير الدواء أم ماذا؟ مع خوفي الشديد من إيقاف الدواء.

أنتظر الجواب، وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كريمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا أوافق على فكرة تناول الـ (سبرالكس Cipralex)، فهو دواء رائع جدًّا لعلاج الهلع والقلق والتوترات، والدواء حقيقة فعّال وسليم، وأنا أؤكد على هذا، وما دام سوف يساهم في إزالة هذه الأعراض فلماذا لا؟ فأنا أنصحك بتناوله، وقطعًا ضغوط الحياة والعمل تُسبب حافزًا كبيرًا للأعراض أن تأتي للإنسان، فلذا يجب أن يُغلق عليها من خلال الدواء في مثل حالتك، فاستمري في تناول السبرالكس -أيتها الفاضلة الكريمة-.

بالنسبة لسؤالك حول الحمل: السبرالكس ليس من الأدوية التي أُعطيتْ البراءة الكاملة في فترة الحمل، وأقصد بذلك فترة تخليق الأجنة، وهي الأربعة الأشهر الأولى، لذا بصفة عامة لا ننصح باستعماله في فترة الحمل.

وإذا كان لا بد أن تستعملي الدواء في فترة الحمل هنالك أدوية بديلة للسبرالكس، منها ما يعرف تجاريًا باسم (أنفرانيل Anafranil) ويسمى علمياً باسم (كلومبرامين Clomipramine) من الأدوية القديمة، قد يكون بديلاً جيدًا جدًّا، ودائمًا نفضِّل الجرعات الصغيرة من الأدوية في فترة الحمل، يمكن أن تُخففي السبرالكس مثلاً لعشرة مليجرام، ثم تبدئين في تناول الأنفرانيل بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، ثم تجعلي السبرالكس خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين مثلاً، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقفي عنه بالكليَّة، وتستمرين على الأنفرانيل بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا.

وغالبًا فترة الحمل هي فترة حماية من الأعراض، وهذه من رحمة الله تعالى، لذا يمكن أن تكون جرعة الخمسة وعشرين مليجرامًا من الأنفرانيل كافية جدًّا، وإن لم تكن كافية يمكن أن تُرفع إلى خمسين مليجرامًا ليلاً، لكن لا تزيديها عن هذا المعدل في فترة الأربعة أشهر الأولى للحمل.

الدواء البديل الآخر للسبرالكس دواء يعرف تجاريًا باسم (بروزاك Prozac) ويسمى علميًا باسم (فلوكستين Fluoxetine)، البروزاك من الأدوية السليمة حتى في مراحل الحمل الأولى، دواء ممتاز، نعم هو ليس بنفس فعالية السبرالكس في علاج نوبات الهلع والقلق، لكنه أيضًا دواء ممتاز، ويتميز البروزاك بأنه يمكن أن يتم التوقف عن تناوله فجأة، لا يتطلب أي نوع من التناول التدريجي أو التوقف التدريجي.

فإن كان خيارك هو البروزاك أقول لك أيضًا خفضي السبرالكس إلى عشرة مليجرام، وابدئي مباشرة في تناول البروزاك، هذا بالطبع قبل الحمل، واستمري على هذه الشاكلة لمدة أسبوعين، ثم اجعلي السبرالكس خمسة مليجرامات لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرامات يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، وفي خلال هذه الفترة أنت مستمرة على البروزاك، فسوف يتم البناء الكيميائي، أي أن فعالية البروزاك سوف تبدأ، وبعد التوقف من السبرالكس تستمري على البروزاك بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، وهنا يمكن أن يتم الحمل -إن شاء الله تعالى- ولا بأس أبدًا من استعمال البروزاك خلال فترة الحمل.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً