الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من عدة مشاكل أهمها العادة السرية، والخوف الدائم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أعاني من عدة مشاكل؛ العادة السرية أولاً، والخوف الدائم ثانياً.

العادة السرية: قرابة الـ 10 سنوات وأنا أمارسها، واكتشفتها قبل البلوغ، جربت كل شيء في سبيل تركها ولم أستطع على ذلك، وفي كل مرة أرجع إليها بعد تركها بأيام.

في فترة كنت أتناول حبوب (ext) (باركوستين)، وكانت تقلل من شهوتي، ولكن أيضا لم أستطع تركها، علمت الكثير في علوم الدين والطب عنها، ولكن لم أستطع على تركها.

الخوف الدائم: في فترة من حياتي كنت أتعاطى المخدرات قرابة الـ 3 سنوات، وفي كثير من الأحيان أكون وحدي، وكنت أدخنها بشراهة، وأستغرق في الحزن والألم (لا أعلم لماذا) لدرجة أني ألغيت سنة دراسية بسببها.

تركتها قرابة الـ 7 أشهر ولم أتحسن، بل زادت أعراض الخوف عندي، ورجعت إليها من جديد، ولاحظت أن الأعرض تخف قليلا وأتحسن، ولكن مجرد تركي للمخدرات يرجع لي الخوف.

أعراضي هي: (تأتيني خاصة إذا كنت خارج المنزل): تعب عام، وثقل في العيون، وأحس أني أرجف من الداخل، لدرجة أني أترنح في المشي أحيانا، وأيضا ضيق بسيط في التنفس، مع اضطراب في الأفكار، وخجل ووساوس (أعاني منها أشد المعاناة)، ولاحظت أني عندما أتناول أي شيء يغيّب العقل تتحسن حالتي نسبيا! (حبوب مثلا، مخدرات، كحول). وأيضا تلازمني أفكار الاضطهاد وهي: أن الناس يظنون أني كذا وكذا، وأن بعض الناس يريدون الاستهزاء بي.

ترددت على طبيب فأعطاني بعض الأدوية وهي: باركوستين وكويتابين أو كيوتابين، وتناولتها ولم تنفع كثيرا.

الآن لا أستطيع الذهاب للدراسة، وأصبحت أخاف، حتى عندما أكون وحدي يضيق تنفسي ويخفق قلبي، لا أعرف ماذا أفعل الآن؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

واضح أنك تعاني من بعض السمات في شخصيتك، مثل الحساسية الزائدة، والخجل، وعدم الارتياح عندما تكون مع الآخرين، وبعض الشكوك، وهذه الأشياء ملازمة لشخصيتك، وتلجأ لأشياء سلبية للتخلص من هذه الأمور، أو لنسيانها - كما تذكر - مثل تعاطي الكحول والمخدرات، وهذا ليس حلًّا، بل تستبدل مشكلة بمشكلة أخرى، والاستمرار في العادة السرية نفسه نوع من أنواع الإدمان، لأنها تُعطي راحة مؤقتة، لكن تعاني بعدها.

يمكن أن نقول أنك تعاني من مشكلة واحدة، هناك صعوبات في شخصيتك، وتُحاول أن تُعالجها بطريقتك، إمَّا باللجوء إلى العادة السرية أو بتناول الحرام (الكحول) أو المخدرات، هذا ليس حلًّا للمشكلة، بل تزيد الطين بِلَّة والمرض عِلَّة.

الأدوية غير مفيدة في هذه الحالة، تحتاج إلى برنامج متكامل للتعافي، يُغطي كل جوانب المشكلة، مشكلة تعاطي الكحول والمخدرات، ومشكلة الاستمرار في العادة السرية، وبعدها بعد أن يُساعدك بالقيام ببرنامج من خلال جلسات نفسية وفردية للسلوك، العلاج السلوكي يمكن أن يساعدك فيما يعتريك من مشاكل في الشخصية، وأيضًا من خلال جلسات نفسية للتخلص من الأشياء السالبة.

ما عليك إلَّا أن تنخرط في برنامج نفسي للتعافي، برنامج شامل لمساعدتك في هذا الوضع.

مراكز التعافي هي مراكز لعلاج الإدمان والمشاكل النفسية والاجتماعية المصاحبة، أحيانا تكون مستقلة، وأحيانا أخرى تكون داخل مستشفيات الصحة النفسية، حسب البلد الذي يعيش فيه.

يتكون برنامج التعافي من 3 مراحل، المرحلة الأولى: هي المساعدة على التوقف من خلال جلسات سلوكية وإرشادية، والمرحلة الثانية: هي مرحله منع الانتكاسة أيضا بواسطة الجلسات الجمعية، والمرحلة الأخيرة: هي مرحلة التعامل مع مشاكل الخوف والعادة السرية بواسطة جلسات العلاج السلوكي المعرفي .

وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً