الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي انطوائي وأنا اجتماعية، فكيف أتصرف معه؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا سيدة متزوجة منذ عدة أعوام، وأم لطفل، اكتشفت بعد الزواج أن زوجي انطوائي، علاقته بزملائه في العمل والجيران سطحية جدا، ولا يخرج من المنزل إلا للضرورة، وزياراته مقتصرة على أهله، ونادرا يزور الأقارب، علما أنه في تعامله معي طبيعي، وبالمقابل فإنني ليس لدي معارف؛ لأنني كنت أسكن قبل زواجي في مدينة أخرى، والتي فيها أهلي وصديقاتي ومعارفي.

طلبت من زوجي عدة مرات أن نتعرف على بعض الجيران، لكنه يرفض بحجة أن الزمان اختلف، والناس لا يحبون الاختلاط، وأيضا لا يمكنني التعرف على زوجات أصدقائه؛ لاختلاف فترة الدوام فهم يتناوبون في العمل.

بالنسبة لدوام زوجي فهو صباحا حتى العصر، ومساء ويعود بعد منتصف الليل، وفترة المساء تكون طويلة، فأشعر بالملل ولا أجد من أتحدث معه، و لا أخرج من المنزل، لقد سئمت من هذا الحال، فأنا بطبعي إنسانة اجتماعية، وأحب الاختلاط بالناس والتعرف عليهم، فهل هناك حل يقنع زوجي ويخرجني مما أنا فيه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ غلا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكرك لك الاهتمام والتواصل وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال.

وننصحك بالتواصل مع موقعك وستجدين فيه العلم والفوائد والطيب من الأقوال، وأملنا أن يستجيب زوجك ويتداخل مع الزملاء والجيران والأعمام والأخوال، ونسأله سبحانه أن يحقق لنا ولكم الآمال.

لا شك أن الذي يخالط ويصبر خير من الذي لا يخالط ولا يصبر، ومن الناس من مخالطته كالدواء، ومنهم من مخالطته كالغذاء، ومنهم من مخالطته كالهواء، ومنهم من مخالطته كالداء.

ونتمنى أن تحاوري زوجك بهدوء، وتظهري الفرح بأية خطوة إلى الأمام، وشجعي فكرة التواصل مع أهلك وأهله ومع زوجات أصدقائه؛ حتى تتعرفي عليهن، كما نرجو أن تلتحقي بمراكز التحفيظ؛ حيث تجتمع هناك الطيبات على مائدة القرآن، واسألي الله أن يحببك إلى النساء، وأن يحبب إليك الصالحات منهن.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وعليك بالصبر فإن العاقية لأهله، وقد أسعدنا تواصلك، ونتمنى أن تعمري وقتك بالخيرات، واقبلي ما في زوجك من الإيجابيات واذكريها واشكريها، واجعليها مدخلا إلى نفسه، وسبيلا إلى المعالي والمكرمات، وثقي بأن زوجك سوف يتغير، وأن الوقت جزء من الحل -بحول الله وقوته سبحانه عز وجل-، ونسأل الله أن يوفقكما وأن يسعدكما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً