الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي يعاني من الفصام والوسواس منذ ٤ سنوات.. ساعدونا

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أريد مشورتكم في مرض أخي، حيث يبلغ من العمر ٣٠ سنة، حاليا أعزب، بدأ في سنة ٢٠٠٧ بالإحساس بمراقبة الناس له، وأنه تحت مؤامرة معينة، ومراقب، لذا قامت والدتي بأخذه لاستشاري نفسي، وقام بإعطائه دواء رسبيدال لمدة سنة ٢ ملج حبة يوميًا.

تحسن كثيرًا وأصبح يبتسم وازداد وزنه، ولكن لارتفاع سعر الدواء -ونحن فقراء- ولأنه تحسن، قامت والدتي بوقف الدواء عنه لمدة سنة كاملة، فانتكس بشكل كبير جدًا، وأصبح أسوأ من قبل بكثير، -والله يعلم بحالته- من وسواس الرغبة بالانتحار بشكل يومي، ومن الإحساس بمراقبة الناس له, حتى أنه في يوم من الأيام حاول الاعتداء على أحد الأشخاص ظنًا منه أنه يراقبه ويتربص به, وكل يوم صراخ، وطلب المساعدة لتحريره من أوهام كيد الناس له.

قمنا بأخذه مرة أخرى للاستشاري نفسه، وقام بوصف نفس الدواء له رسبيدال، ولم يتحسن نهائيا، سنة كاملة يعيش في الأوهام والأوجاع والوساوس، ثم نصحنا الدكتور بأخذه لمستشفى حكومي طب نفسي فوصفوا العلاج التالي:
١- إبرة fluanxol depot 40 MG/2ML مرة في الشهر.
٢- حبوب serenade 5mg tab
٣- حبوب kemadrin 5 mg tab
٤ - حبوب dogmatil 200 mg

وصفوا حالته أنه يعاني من مرض الفصام، ومرض الوسواس، منذ ٤ سنوات أو أكثر وهو يأخذ هذه الأدوية، ولم يتحسن، بل زاد الوسواس والقلق والاكتئاب وعدم الخروج من المنزل نهائيًا، نراجع الطب النفسي مرة بالشهر، ولم يتحسن وكل مرة يعطونا نفس الأدوية.

أنا مقيم مع والدتي، ولا أدري ماذا أفعل؟ ومرضه متعب ومرهق جدًا ويحتاج مراقبة، أنا أكون معها طوال اليوم لمراقبته وتهدئته.

هل نستخدم أدوية أخرى؟ هل يوجد علاج للوسواس والفصام مجرب وقوي؟ هل يوجد أي شيء نستطيع فعله لكي ننقذ أخي من أوهامه؟

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يأخذ بيد أخيك الكبير، ويجعل له من بعد العسر يسراً، وأن يأجرك ووالدتك على ما تقومون به.

أخي الكريم: الفصام هو من الأمراض الذهانية، ويقال إن 1% من كل المجتمعات في العالم يصاب بهذا الداء، غير معروف سببه، ولكن الوراثة تلعب دورا، وهناك نظريات كيميائية عن اختلال بعض الهرمونات في مخ الإنسان مثل الدوبامين هي التي تؤدي إلى أعراض الفصام.

مرض الفصام للأسف لا يمكن علاجه نهائياً، ولكن يمكن السيطرة على كثير من الأعراض ويحتاج معظم الناس إلى الاستمرار في العلاج لبقية حياتهم أو طيلة العمر، وهناك أدوية كثيرة مضادات للذهان يعرفها كثير من الأطباء، والمتابعة الدقيقة والمستمرة تحدد نوع الدواء وجرعته حسب استجابة المريض منه.

لا يمكنني أن أعالج الفصام من هنا أو أقول لك خذ هذا الدواء أو غيره، ولكن أنصح بالاستمرار مع الأطباء ومحاولة التشاور معهم وإيضاح الفكرة لهم، ولكن نظرياً إذا فشلت كل الأدوية المعروفة من مضادات الذهان المعروفة لعلاج للسيطرة على أعراض المرض، فهناك دواء يسمى الكلوزبين، الكلوزبين عادة يستعمل لمرض الفصام المقاوم للأدوية الأخرى، أو الذي لم يستجب للأدوية الأخرى، وهذا الدواء يحتاج أن يعطى في المستشفى، ويحتاج إلى فحوصات معينة للدم؛ لأن 5% من الذين يتعاطون هذا الدواء يحدث لهم تكسر في كريات الدم البيضاء، ولكن يمكن تفادي هذا الشيء بالفحص المستمر لكريات الدم البيضاء.

إذا حصل نقص في كريات الدم البيضاء فيمكن وقف العلاج، وترجع إلى طبيعتها، ولذلك ما أستطيع أن أقوله لك يمكن عند مقابلة الطبيب مرة أخرى أن تذكر له بلطف أنك قرأت عن هذا الدواء، وسمعت عنه، وما هي إمكانية أن يعطى لأخيك؛ لأنه لم يتحسن على هذه الأدوية، وأنا على ثقة بأن الطبيب سوف يضع هذا في الحسبان إذا كان الدواء موجودا في المستشفى وعندهم خبرة في التعامل معه.

وفقك الله وسدد خطاك، ونسأل لأخيك العلاج -وإن شاء الله- تتحسن حالته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً