الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد العودة إلى التوبة والقرآن والسنة النبوية، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب في الثامنة والعشرين من العمر، لا أعرف بالتحديد ما يدور في ذهني، أحتاج أن أوجه نفسي لطاعة الله عز وجل، لكنني لا أستطيع، لم أنشأ في طاعة الله منذ الصغر، وتمر علي فترات يصعب فيها تصديق نفسي، فمن أجل شيء واحد قمت بفعل أشياء كثيرة، من أجل شهوة في نفسي (العادة السرية) دخلت في متاهات كثيرة، وأذنبت وفعلت المعاصي، ودائماً ما أحس في نفسي بالندم والإنابة إلى الله عز وجل، وسرعان ما تختفي تلك الأحاسيس وأعود كما كنت إلى ارتكاب المعاصي.

لا أريد أن أدخل في التفاصيل، ولكن أريد أن أصدق مع الله عز وجل في توبتي، وأن أعود إليه بصدق.

أريد أن أعرف بالضبط ما الذي يحصل معي؟! لقد أصبحت في هم وغم وضنك، كنت أقرأ القرآن وقد ختمت ثلثه، ولله الحمد والمنة، ولكن نسيت كل شيء، أريد أن أعود إلى القرآن والسنة، أريد أن أكون نافعاً لنفسي ولغيري، وأستغل شهر رمضان في النافع، فلا أدري كم يوماً أفطرته في السنين الماضية، وكم صلاة ضيعتها، وكم هجرت القرآن، وكم ابتعدت عن الله؟

أعينوني -بارك الله فيكم- ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن نفس على مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب القيامة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الغني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم على تواصلكم معنا؛ ونسأل الله أن يهديكم إلى طريق الحق والهدى.

الذي يدور في ذهنك أنك تريد أن تكون في عداد الصالحين؛ والاضطراب الذي أنت فيه، لعل سببه أن لديك استعجالاً في أنك تريد من الله أن يغير حالك؛ والتغيير يحتاج إلى شيء من التأني؛ وأن يكون التغيير شاملاً في الجوانب الإيمانية والعبادية والأخلاقية؛ قال تعالى { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } [الرعد : 11] فعليك بالتأني وأبشر بخير.

-تنبه إلى أن الشيطان قد يدخل عليك من نقطة ضعفك، وهو أنك كنت على معصية؛ فيريد عدو الله أن يقنطك من رحمة الله؛ ولهذا احذر من هذا القنوط؛ واعلم يقيناً أن الله يقبل من جاء إليه تائباً؛ وعفو الله أعظم من كل ذنوب الإنسان، قال تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم) [الزمر : 53].

مهما كانت تلك الذنوب فإن من تاب تاب الله عليه؛ فلا تقنط من رحمة الله، فإن الله يقبل من جاء إليه تائباً؛ مصلحاً من حاله؛ قال تعالى:{والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم} [الأعراف : 153].

- إذا أردت طريقة التغيير وصلاح الحال فينبغي أن تتبع مايلي:

- الإسراع إلى التوبة من كل ما سبق؛ فتندم على ما فات؛ وتقلع في الحاضر؛ وتعزم ألا تعود؛ وبعد ذلك لا تفكر في الماضي مطلقاً، لأنه قد انتهى ومحيت تلك الذنوب، بإذن الله.

- حافظ على صلاتك وسائر الطاعات، وخاصة في هذا الشهر شهر رمضان حتى يزيد إيمانك ويتغير حالك.

- ما أفطرت فيه من الأعوام الماضية لا تفكر فيه بعد التوبة، فلا يلزمك قضاء ما فات مع كثرته؛ لكن أكثر من الذكر والاستغفار.

- أكثر من الدعاء في سجودك أن يثبتك الله على دينه؛ قل في السجود " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك".

- الزم الرفقة الصالحة في أقرب مسجد لك حتى يكون لك عونا على طاعة الله تعالى، وقم بعمل نافع في خدمة الفقراء والمساكين والأيتام، فرحمة الله تنزل عليك إذا رحمت غيرك.

وفقكم الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية الله كريم

    ايسر الامور التى تساعدك فى الرجوع الى الله هى الزواج والحفاظ ع النفس بالطهر والعفاف

  • السعودية داليا

    انصحك بكثرة الصيام والدغاء لنفسك بالثبات وكثرة الاستغفار والذكر

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً