الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من رعشة في رأسي عندما أواجه الناس.. فكيف الخلاص؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من رعشة في رأسي منذ أربع سنوات، وتحدث عندما أكون في التجمعات، أو عندما أتحدث مع شخص غريب، وتسبب لي إحراجا كبيرا، وتختفي هذه الرعشة إذا كنت على انفراد، ولا أستطيع بسبب تلك الرعشة أن أشرب الماء أمام الناس، فصرت لا أحب الخروج ومواجهة الناس.

ولقد قرأت في استشارات سابقة عن مدى فاعلية دواء باروكستين واندرال في مثل حالتي، فهل تلك الأدوية تناسبني؟ وما الأوقات المناسبة لتناول تلك الأدوية في شهر رمضان؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Dina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وتقبَّل الله صيامكم وطاعاتكم.
من أهم الأشياء والخطوات التي يجب أن يعرفها الإنسان حيال هذه الأعراض هي التشخيص، والتشخيص قد يصعب الوصول إليه إذا كانت الحالة معقدة، لكن مثل هذه الحالات البسيطة – مثل حالتكِ – فالتشخيص واضح جدًّا، وهو أنكِ تعانين من درجة بسيطة من الخوف الاجتماعي، ليست لديك رهاب اجتماعي حقيقي، إنما مجرد نوع من القلق الذي يحدث لك في مواقف ظرفية اجتماعية، والذي يظهر لي أيضًا أن مشاعرك مبالغ فيها حيال هذه المخاوف البسيطة؛ لذا تستشعرين هذه الرعشة في الرأس بصورة مبالغ فيها، بصورة مجسَّمة ومضخمة وليست على حقيقتها، هي أبسط من ذلك كثيرًا.

أهم علاج هو المواجهة والتجاهل:
المواجهة بأن تواجهي فكريًا، أن تتصوري أنك وسط صديقاتك، أنك في مرفقك الدراسي، طُلب منك أن تُقدمي نوعا من البرزنتيشن أو محاضرة، وهكذا، تصوري هذه المواقف، ولا تهربي منها أبدًا، الاقتحام الذهني، الاقتحام الفكري المعرفي يُمهد الطريق أمام الاقتحام الفعلي؛ ولذا أنصحك أن تُطبقي الاقتحامات الفعلية، فرصة عظيمة الآن أن تذهبي إلى صلاة التراويح في المساجد الكبيرة في مصر، وتكوني وسط المصليات، فرصة عظيمة جدًّا أن تكون لك أنشطة كبيرة في أسرتك، والمناسبات الطيبة الخاصة بصديقاتك، تحاولي أن تحضريها وأن تشاركي فيها.

إذًا المواجهة مهمة، والتجنب يزيد المخاوف وقد يُعقِّدها جدًّا، هذا الذي أنصحك به.

بالنسبة للأدوية: نعم الباروكستين دواء جيد جدًّا، لكن يرتبط استعماله بالعمر، إذا كان عمرك أقل من عشرين عامًا أرجو ألا تستعمليها أبدًا، وتذهبي إلى طبيبة وتقابليها، وإن كان عمرك عشرين عامًا أو أكثر فليس هنالك ما يمنع أن تتناولي الباروكستين، ويفضل نوع CR، والذي يعرف باسم (زيروكسات CR) بجرعة 12.5 مليجراما يوميًا، هذه أقل جرعة، وهي التي تناسبك، ولا أعتقد أنك في حاجة لأكثر من ذلك، تتناولينها يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها 12.5 مليجراما يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أما بالنسبة للإندرال فيمكنك أن تتناوليه بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة أسبوعين، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة أسبوعين، ثم تتوقفين عن تناوله، الإندرال لا يُسمح استعماله بالنسبة للذين يعانون من مرض الربو أو الحساسية في الصدر.

الأدوية بسيطة، وتناولها في رمضان سهل جدًّا، وليس هنالك أي إشكالية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً