الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

منذ شهور وأنا في صراع متقطع مع آلام البطن، فكيف أتغلب عليها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بدأت المشكلة في الأول من فبراير من العام الحالي، حيث بذلت مجهودا على غير العادة، وتعرضت لإرهاق جسدي ونفسي، شعرت عند العودة للبيت بألم شديد أسفل الظهر، وكان يزداد عند الاعتدال من الركوع، استمر لعدة أسابيع ثم اختفى.

خلال تلك الفترة بدأت أعاني من ضغط ألم في الجهة العليا من البطن، فوق السرة تماما، مع غثيان دون قيء، ولاحظت تغيرا في عادات التبرز، وكان الألم متقطعا مع اختفاء ألم الظهر، وكنت أستطيع النوم خلال الألم، ولا يوجد له وقت محدد، ولا أذكر تعلقه بنوع معين من الطعام، لكن اضطراب عادات التبرز استمر بشكل متقطع، إلى أن استشرت طبيبا، ونصحني باستعمال فلاجيل دون أن أجري أية فحوصات.

أخذته لمدة أسبوع 250 ملغما قبل رمضان، واختفت الأعراض بشكل تام، عادت الأعراض خلال أيام العيد بشدة، واستمرت 3 أيام متواصلة من ألم البطن، يختفي لمدة قصيرة ويعود، بعدها اختفت الأعراض لمدة أسبوع ثم عادت ليومين متواصلين.

هل كانت الجرعة كافية من فلاجيل؟ هل الموضوع مقلق وأحتاج الذهاب للمشفى لإجراء التحاليل؟

علما أنني أعاني من طعام غير مهضوم في البراز عند نوبات ألم البطن.

وأعتذر عن الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فليس لآلام الظهر التي حدثت علاقة بآلام البطن؛ لأن ما حدث لظهرك هو عبارة عن شد عضلي حاد نتيجة الإرهاق الذي حدث في تلك الفترة، وهذا الشد العضلي يؤدي إلى الكثير من الألم، خصوصا عند القيام من النوم أو الاعتدال من وضع الركوع أو السجود، ومع شفاء آلام الظهر تأكد أن ذلك الألم فقط شد عضلي، وليس انزلاقا غضروفيا -ولله الحمد-، ولا بأس إذا عادت تلك الآلام من تناول كبسولات مسكنة للألم مثل celebrex 200 mg مرتين يوميا بعد الأكل، وكبسولات myolgin ثلاث مرات يوميا لمدة أسبوع، مع التعود على الحمام الساخن كلما أمكن ذلك.

مع ضرورة تناول كبسولات فيتامين د الأسبوعية 50000 وحدة دولية لمدة شهرين، ويمكن تكرارها بعد 4 شهور مرة أخرى، مع تناول أقراص كالسيوم 500 مج مضغ مرتين يوميا لمدة شهرين أيضا، مع شرب المزيد من الحليب، وتناول منتجات الألبان بصفة منتظمة لتقوية العظام، وتعويض النقص في ذلك الفيتامين، بسبب عدم تعرض الكثير من الناس لأشعة الشمس المباشرة، التي تحول الفيتامين الخامل تحت الجلد إلى مادة نشطة، ولذلك من المهم تناول تلك الكبسولات.

وحبوب فلاجيل أو metronidazole دواء مضاد حيوي لعلاج الأميبا والنشطة، والتي تؤدي إلى الزحار الأميبي وتكرار التبرز، مع وجود مخاط في البراز ، ويوصف أيضا لعلاج البكتيريا اللاهوائية في بعض الحالات، وقد يصف الطبيب الحبوب بناء على الأعراض، أو يطلب تحليل براز، والأمر يرجع إلى ملاحظة الطبيب.

ويرتبط تكرار التبرز بعسر الهضم ووجود طفيليات في البطن، ويفضل عمل تحليل براز للبحث عن الأميبا المتحوصلة أو النشطة، والبحث عن الجارديا والديدان، وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل، وجرعات فلاجيل في الغالب تكون 500 مج ثلاث مرات يوميا، وهناك حبوب فلاجيل مع نوع آخر خاصة بالأميبا المتحوصلة في قرص واحد تسمى furazol، تؤخذ قرصين ثلاث مرات يوميا، ولمدة 7 إلى 10 أيام.

ولا داعي للقلق، ويمكن تقسيم الوجبات اليومية إلى وجبات خفيفة ومتكررة، وبعيدة عن التوابل والمقليات والعشاء الخفيف ليلا وقبل ميعاد النوم، بتناول سلطة الفواكه واللبن الرائب أو الزبادي، ويمكن تناول خليط مكون من مطحون الكمون والشمر والينسون والكراوية والهيل وإكليل الجبل والقرفة والنعناع، وإضافته إلى السلطات والخضار المطبوخة مع زيت الزيتون، أو تناوله مشروبا ساخنا، وهذا يساعد كثيرا في التخلص من الغازات والانتفاخ والمغص -إن شاء الله-، مع ضرورة ممارسة الرياضة خصوصا المشي.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً