الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا امرأة متزوجة ولكن زوجي يهملني ولا يظهر حبه لي

السؤال

السلام عليكم

أنا امرأة متزوجة، منذ سنة ونصف، لدي من زوجي رضيعة، انتقلنا حديثاً للسكن في بيت أهل زوجي، نظراً لغلاء المعيشة، وهنا ظهرت المشاكل، إذ أني أصبحت أشعر بأن زوجي يهملني، ولا يكترث بقيت معه أم ذهبت!

والداه طيبان، ويحبانني وينتبهان لابنتي عندما أذهب للعمل، ولكن مشكلتي مع زوجي، فأنا أغار كثيراً عندما يسلم بالقبلات وبحرارة على بنات خالاته وعماته، وعندما يضيف على صفحات التواصل الاجتماعي فتيات يضعن صوراً غير لائقة، وأحزن عندما لا أراه مكترثاً لدموعي.

هو كثير السهر مع أصدقائه، لا أنكر مع ذلك أنه يأخذني في نزهات كلما أطلب ذلك، هو إنسان مصلٍّ ويخشى الله، ولكنه في نفس الوقت لا ينصح أخواته بترك اللباس العاري، ويقول هن في مسؤولية أزواجهن.

أخشي أن يكون حبه لي لا يتعدى إطارالشفقة، لأنني أحبه كثيراً، هو قليل الطلب للفراش، ولكني أنا من أطلب، لا يشجعني على تجميل نفسي، لأن ذلك مكلف، لا يتغزل بي إذا جملت نفسي، وإذا فعل ذلك فغالبا ما يكون ذلك بعد أن يعطيني درساً في كثرة مصاريفي، رغم أنني أعمل وأساعده في النفقات.

أصبحنا نتشاجر كثيراً، وأصبح يوجه لي كلاماً موجعاً، وينصحني بالذهاب إلى طبيب نفسي، لأنني كثيرة الغيرة، أنا أهتم به كثيراً حتى ولو أهمل صلاتي لذلك! ولا أجد حلاً رغم تفكيري.

أرجو مساعدتكم، وأشكركم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ manel حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم مشاعرك - يا ابنتي - لكنني لا أجد العذر لك في غالبية ما ذكرت, فمن الواضح بأن زوجك هو إنسان طيب ومحب، وعلى خلق ودين, بل ويحاول تلبية رغباتك, وهو حتما لا يقصد إغاظتك، ولا إثارة غيرتك, وعلى الأرجح بأن شخصيته هي من النوع المنفتح والمبادر.

بالطبع، انفتاحه بهذا الشكل على قريباته من النساء هو أمر مرفوض ومحرم شرعاً, وأنا لا أبرر له تصرفاته هذه, لكنني أريدك أن تنظري إليها من زاوية أخرى، بعيداً عن الشك والغيرة, فزوجك إنسان محافظ على الصلوات, ولا يمكن أن يفكر في ارتكاب معصية، لكنه اعتاد على ممارسات غير صحيحة, وها هو يحاول إظهار حبه لأرحامه بطريقة خاطئة, وعلى الأرجح بأنه قد نشأ على ذلك منذ الصغر, فبدى له وكأن الأمر طبيعي بالنسبة له, ويمكنك تغيير هذه العادات بقليل من الحكمة والصبر, وليس بالغضب والتذمر.

إن الاستقرار في الحياة الزوجية لا يأتي للزوجين على طبق من ذهب, بل يحتاج إلى كثير من التنازل والتقبل والتسامح, ومن المهم معرفة بأن التواصل الجيد بين الزوجين يحل الكثير من المشاكل العالقة بينهما, مهما بدت صعبة أو معقدة.

لذلك أنصحك بالتواصل مع زوجك, لكن بطريقة ذكية ولبقة, وخلال تواصلكما اختاري اللحظة المناسبة التي يمكن أن يتقبل فيها ملاحظاتك، وأخبريه بأنك تشعرين بعدم الراحة عند رؤية تصرفاته مع قريباته من النساء, وابدأي الكلام معه بقولك له بأنك تحبينه، وتقدرين فيه خلقه الطيب، وحرصه على صلة الرحم, لكنك تشعرين بشيء من عدم الارتياح حين ترين تصرفاته تلك.

أكدي عليه بأن هذا يتعارض مع تعاليم ديننا الحنيف, فهن لسن بمحارم, ولذلك لا يجوز تقبيلهن, وذكريه بأنه هو أيضاً لا يقبل لبناته مثل هذا التصرف, ومهما كانت ردة فعله تجاه كلامك, أنصحك بالحفاظ على هدوئك, والتأكيد له على أن كلامك هذا إنما يصب في مصلحة الجميع, وعندما يشعر زوجك بحبك له وبحرصك على مصلحته, فإنه سيقدر لك موقفك, وسيشعر بأنك إنسانة ناضجة, ليس هدفها إثارة المشاكل, وسيعيد التفكير في تصرفاته, وبالتدريج سيحدث تغير إيجابي في علاقتكما, إن شاء الله تعالى.

أتمنى لك كل التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • كارما

    بخل المشاعر صفة صعبة جدا فى الخطيب والزوج والمراة بطبيعتها عاطفية وتحتاج لسماع كلمة رقيقة من زوجها وهذا حقها ولكن هذا طبع فحاولى ان تتاقلمى

  • النمسا محمد

    اصبح هذا الموضوع فى كثيرا فى بيوتنا العلاج فهم الدين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً