الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخجل عند التعامل والحديث مع الشباب!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة جامعية وفي السنة الثالثة، ولدي مشكلة تؤرقني منذ الصغر، فأنا خجولة جدا، وخاصة من الشباب، لم أكن أهتم لمشكلة الخجل كثيرا في السابق، ولكن وضعي اليوم مختلف، لأن الدراسة الجامعية تتطلب الاختلاط مع الشباب أحيانا لإنجاز المشاريع وغير ذلك.

أصبحت أتجنب الشباب، حتى لا أقع في موقف يجبرني للحديث معهم، وأتمنى أن لا أضطر إلى التعامل مع أي شاب وبأي شكل من الأشكال، فأنا لا أملك الجرأة الكافية لبدء الكلام في حال تطلب الموقف ذلك، أرتبك كثيرا حينما يسألني أي شاب، ولا أستطيع النظر إليه، وأحاول اختصار الإجابة المطلوبة، وهذا الأمر يسبب لي الإحراج، وأجزم بأنهم يعرفون عيبي، ويدركون أنني فتاة معقدة، وبذلك تهتز صورتي لديهم، وربما فسروا ما أعانيه بأنه نوع من أنواع التكبر -العياذ بالله-، وهذا ما أكره أن يقال عني.

فأنا أحب أن أكون ملتزمة، ولكنني أرغب في الوقت نفسه أن أكون فتاة طبيعية، قوية الشخصية، وأريد أن أكسب احترام الجميع، ولا أريد أن تكون مشكلتي عقبة أمام مستقبلي الدراسي والعملي.

أرجو منكم أن تساعدوني، وإعطائي حلولا عملية، وجزاكم الله خيرا، وجعله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تالية القرآن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخت الكريمة: الخجل من الأشياء الشائعة جدًّا في المرحلة الجامعية، ويؤثّر أحيانًا في العلاقات الاجتماعية، ويؤثر أحيانًا في المشاركة الأكاديمية، خاصة في الأشياء التي تتطلب من الطالب الكلام وتقديم كلمة أمام جمع من الطلاب والأساتذة، ولا نريد منك أن تحمّلي هذا الشيء أكثر مما يتطلب، فهو شيء شائع ومنتشر، خاصة الأشخاص الذين يُعانون من حساسية، يتعاملون مع هذا الشيء بحساسية زائدة، وطبعًا مشكلتك هي في التحدث أمام الشباب؛ لأنك تدرسين –كما قلت– في جامعة مختلطة، ولم تتعودي على هذا الشيء من قبل.

النصيحة –يا أختي الكريمة– أولاً: حاولي في البداية دائمًا التحدث وأنت في مجموعة، إذا أمكن ذلك، مجموعة مشتركة، أي عدد من الطالبات وعدد من الطلبة، فقد يكون بإمكانك الإحساس بالطمأنينة شيئًا ما إذا كان هناك مجموعة من البنات، وليس التحدث مباشرة مع طالب وأنت لوحدك، هذا جانب من التطبيقات العملية.

جانب آخر: يمكنك التدرُّب في المنزل، التدرب في الخيال، تخيلي أنك تتحدثين مع طالب من دفعتك، وتردين عليه، تخيلي ماذا يقول لك، وتخيلي ماذا تقولين له، ويمكن حتى فعل هذه الأشياء في الحقيقة، أي إذا كان عندك غرفة خاصة يمكنك التحدث بصوتٍ عالٍ، تخيلي أنه أمامك، سوف تشعرين بالخجل ولكن قولي لنفسك: (لا، إن شاء الله أنا سأتكلم، أنا سأنجح في توصيل ما أريد توصيله لهذا الطالب، إذا كان نقاش أكاديمي أو أي نقاش مشترك في مسائل جامعية).

وإذا لم تنجح كل هذه الأشياء فيمكنك الاستعانة بمعالج نفسي إن أمكن ذلك، لأنه سيقوم بإعطائك تدريبات مُحددة ومُحكمة ومتدرِّجة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً