الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ترتبط الصحة النفسية بمسألة طول الزوجين أو قصرهما؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في البداية أودّ أن أشكركم على استمرار عطائكم في هذا الموقع المعطاء، فعهدي مع الشبكة الإسلامية منذ أكثر من عشر سنوات ربما، ما بين استشارات وفتاوى. أدام الله عطاءكم ونفعكم.

أرجو عرض هذه الاستشارة على مختصٍّ في مجاله للضرورة، مشكورين. واعذروني إن أطلت التفصيل فيها.

أنا شاب من الأردن، فلسطيني الأصل، عمري 27 سنة، قبل سنة من الآن تقدّمت لخطبة فتاة عمرها 26 سنة، هي زميلتي في العمل، وأراها ذات خلق ودين، مناسبةً لي. لم تتيسّر خطبتنا إلى الآن لكثير من العقبات، مادية واجتماعية وخَلْقية، فعائلتها وضعها المادي والاجتماعي أفضل من وضع عائلتي.

خلال هذه السنة حصل بيني وبينها نوع تعلّق ببعضنا، بسبب تواجدنا في بيئة عمل واحدة، وعدم ضبطنا للتواصل فيما بيننا خطأ نعترف به وليس هو محل استشارتي الآن.

على أية حال، مؤخرًا قالت لي الفتاة إنّ جميع العقبات قد تجاوزتها مع أهلها إلا أمرًا واحدًا وهو خوفهم (هي وأهلها) من "طول وقصر" الجيل القادم، تقصد أولادنا إن تزوجنا، فهي تخشى من الوراثة، واجتماع جينات القصر في ذرّيتنا.

توصيف الحال كما يلي:

- من طرفي: أنا طولي 169سم، أبي وإخواني الأربعة كلهم أطول مني، لكننا بطول متقارب، ربما بفروقات من 5-10سم. أمي أقصر مني، طولها ربما حول 155 سم. أعمامي خليط بين الطول والقصر، لكن كثيراً منهم طوال، والبقية وسط، وأخوالي خليط أيضأ، لكن كثيراً منهم مربوعون، وجزء منهم طوال.

- من طرف الفتاة: طولها 156سم، أبوها قريب من طولي، أمها أظنّها أطول مني. أسرتها، وغالبها فتيات، بشكل عام بنفس طولها. لا أعرف التفاصيل الدقيقة لعائلتها من جهة أبيها وأمها، لكن ما ذكرته لي أنّ القصر صفة متجذرة في عائلة أبيها، وبعض خالاتها عندما تزوجن رجالًا طوالًا رزقهم الله بأولاد طوال، فحسنوا النسل على حد تعبيرها.

فسؤالي لكم من ناحيتين:

- الناحية الأولى: هل يُعتبر زواجي بهذه الفتاة ضمن ما قدّمت لكم من معطيات خطرًا على الجيل القادم من الناحية الطبية الوراثية؟ هل تُعتبر هذه الأطوال مَرَضِية بحيث يُخشى معها على الذرّية؟

- الناحية الثانية: الفتاة صرّحت لي أنّها لن تحتمل في المستقبل أن يلومها أولادها؛ لأنها كانت السبب في طولهم بسبب اختيارها، ولن تحتمل أن يعيش الأولاد أزمة نفسية بسبب أنانيتنا التي تسببت بطولهم، وتخشى عليهم من شعورهم بالنقص إذا كان مَن حولهم مِن أقارب أطول منهم قامةً.

هل ترتبط الصحة النفسية بمثل هذه الأمور؟

فأرجو منكم أن تجيبوا على استشارتي من الناحيتين بشكل منفصل، الناحية الطبية والنفسية، وما توجيهاتكم في العموم في حالتنا؟ هل نلغي فكرة الارتباط والزواج، أم هذه الأمور -في حالتنا- ليس لها تأثيرها طبيًا؟

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا، وعلى ثقتك في هذا الموقع.

في الحقيقة، ورغم خبرتي الطويلة في التعامل مع استشارات الزواج، فهذه أول مرة يدور الخلاف بين الخطيبين عن موضوع الطول والقصر، ومستقبل الأجيال القادمة!

طبيا، ومن ناحية علم الوراثة، حتى لو تزوجت هذه الفتاة بأطول رجل في العالم، فهذا لا يضمن أن أطفالها سيكونوا طوالا، والعكس صحيح، فالعوامل الوراثية قد تتجاوز جيلا لجيل آخر، ومن الصعب التحكم في الأمور أو ضبطها.

والأطوال التي وردت في سؤالك عن أسرتك وأسرة الخطيبة، قياسات عادية، بل هي الشائعة بين الناس.

ومن الناحية النفسية، فالطول والقصر ليس من أهم الأمور في الصحة النفسية، أو حتى السعادة في الحياة، فكم هناك من الرجال والنساء الطوال، إلا أنهم ليسوا في حالة صحية طيبة، وربما غير سعداء في الحياة، وهناك الكثير من الرجال والنساء ممن يوصفون بقصر القامة إلا أنهم في صحة طيبة، وفي غاية السعادة في الحياة.

يا ترى هل هناك أسباب أخرى لتردد أسرة الخطيبة في الموافقة على هذا الزواج؟ وأن موضوع الطول هو مجرد مبرر لعدم القبول؟ الله أعلم.

أرجو أن لا يقف موضوع الطول عقبة في طريق زواجكما، طالما أنكما مرتاحان لبعضكما.

وفقكما الله، وكتب لك الحياة الزوجية الناجحة، إن كانت هذه إرادة الله تعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات