الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بتأنيب الضمير لأنني لم أتصدى لمن اعتدى علي بالضرب.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أقدر جهودكم وحرصكم على ما تقدمونه من خدمة من نصائح واستشارات للمسلمين، وأرجو من الله سبحانه أن يكون ذلك في ميزان حسناتكم.

أنا شاب أبلغ من العمر 30 سنة، نحيف الجسم، حصل لي موقف مباغت في السوبر ماركت قبل شهر، حيث أن شخصاً عمره تقريبا 34 سنة، من لاعبي الحديد، تهجم واعتدى علي بالضرب المفاجىء، بسبب سوء تفاهم بيني وبينه بدون ردة فعل مني، ومن ثم ولى هاربا بسيارته.

منذ ذلك الوقت ونفسيتي متعبة جداً، لأنني لم أستطع أن أدافع عن نفسي، فحصل لي اكتئاب حاد، ووسواس قهري، ولم أستطع النوم بسبب التفكير، ولماذا لم أفعل كذا وكذا؟ وكنت ألوم نفسي، وانتابني تأنيب الضمير على ما جرى، فهل أنا جبان؟

أفيدوني، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا على هذا الموقع، وشكرا لك على الإطراء.

طبعا في مثل هذه الأسئلة أو المواقف، ليس هناك صح أو خطأ، وإنما قد يختلف الأمر من موقف لآخر، ومن شخص لآخر.

لا أبدا ليس هذا بالجبن، فقد لا يكون من الحكمة المواجهة الصريحة أمام وحش مفترس، وهو -كما ذكرت- من وصفه في رسالتك، فقد كان يمكن أن يعرضك هذا للمزيد من الأذى والضرر، وخاصة مع انعدام الضمير وغياب الأمن، ولا ننسى أيضا أن نتذكر من الذي هرب بسيارته بعد هذه المواجهة.

ولكن من الطبيعي بعد الحدث أن تشعر بالانزعاج الشديد، وتأنيب الضمير، والشعور بالتقصير، وبأنه كان عليك فعل كذا وكذا، فكل هذا أسئلة طبيعية ومُتوقعة، وهي ردة فعل إنسانية طبيعية على حدث غير طبيعي، وليس العكس، فغير الطبيعي ليست ردة الفعل هذه، وإنما غير الطبيعي هو هذا العدوان عليك ظلما وبهتانا.

فأرجو أن تعمل على الخروج من هذه الحالة النفسية التي أنت فيها فيه، وأنا متأكد -بعون الله- من أنك ستخرج من هذه الحالة، والموضوع هو موضوع وقت فقط.

وفقك الله، وأعانك على تجاوز هذه الحالة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً