الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الغثيان والرعشة وعدة أعراض بسبب الكابتجون.. فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدأت حالتي منذ شهرين، حينما تناولت حبة الكبتجون، فتدهورت حياتي رأسا على عقب، هذه هي المرة الخامسة التي أتناول بها الحبوب، ولست مدمنا، لا أعلم ماذا حصل لي، فقد ذهبت إلى عدة أطباء، وأجريت التحاليل اللازمة -الحمد لله- كلها سليمة.

الأعراض التي كنت أشعر بها هي: خفقان وتنميل في جميع أنحاء الجسم، وفي بعض الأحيان كنت أشعر بالخوف والوسوسة من كل شيء، ولدي إحساس بعدم الراحة، فلم أعد أستمتع كالسابق في حياتي، أرى الحياة بنظرة سوداوية، وأعاني من الكتمة النفس، والضيقة، وأنني سأموت، وأشعر بالوحدة، والرعشة الجسدية، والغثيان، تعبت من كل شيء، ولا أعلم السبب، علما أنني أحافظ على الصلاة، وأذكار الصباح والمساء، أرشدوني إلى الحل الأمثل.

ولكم خالص تقديري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: ذكرت في رسالتك أنك كنت تعاطيتَ حبوب الكابتجون لخمس مراتٍ، وحصل لك هذا الشيء في المرة الخامسة، حبوب الكابتجون طبعًا هي حبوب منشِّطة، وليس لها أي استخدامات طبية في الوقت الحاضر، وعادةً يشعر الشخص عندما يتعاطى بنشاط زائد، وقد لا ينام لعدة أيام، ولكنّها في بعض الأحيان تؤدي إلى أعراض نفسية شبيهة بمرض الذهان، مثل الهلوسة والشك والارتياب، ولكن ما حصل معك هو نوبة هلعية مصحوبة بأعراض قلق وتوتر، وطبعًا الفحوصات كلها تكون سليمة، لأنه ليس هناك اضطراب عضوي، هي حالة نفسية مرتبطة بتناول مادة الكابتجون.

ما عليك -يا ابني- إلا التوقف عن تجربة وتناول هذه المواد، والحمد لله تعالى أنت شخص متدين، محافظ على الصلاة والأذكار، فيجب عليك الابتعاد عن التجربة لهذه المواد، الكابتجون أو غيرها، وأنت صغير السن، وعليك الابتعاد عن أصدقاء السوء الذين يُحسِّنون لك هذه الأشياء ويقولون لك: خذ هذه الحبة وسوف تشعر بكذا وكذا، وسوف تزول عنك كذا وكذا.

عليك بالتوقف الآن عن هذه التجارب، و-إن شاء الله تعالى- هذه الأعراض ستختفي، قد تأخذ فترة من الوقت ولكنها ستختفي، عليك بالاسترخاء وممارسة الرياضة -خاصة المشي- باستمرار يوميًا، وممارسة تمارين الاسترخاء الأخرى عن طريق غمض العينين وأخذ نفسًا عميقًا وإخراجه ببطء لعدة مرات -خمس أو ست مرات- كل فترة، ويمكن تكرار هذا التمرين عدة مرات في اليوم.

وإذا لم تذهب هذه الأشياء فلا غضاضة في مراجعة طبيب نفسي لإعطائك جلسات نفسية في المقام الأول، وقد يفكّر في إعطائك أدوية إذا لم تتحسَّن هذه الأعراض، ولكن هذه الأعراض أنا على ثقة بأنك مجرد التوقف عن تناول هذه الحبوب والتجربة، والقيام بالاسترخاء كما ذكرتُ، والمواصلة والمحافظة على الصلاة والأذكار، سوف تختفي هذه الأعراض نهائيًا.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات