الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من آلام في البطن وأجد صعوبة في الإخراج، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

في البداية أصابني ألم في الجانب الأيسر من أعلى البطن حتى الجزء الأسفل، والبراز لدي رفيع وليس بقاس، وقد ذهبت إلى العديد من الأطباء، وعملت العديد من التحاليل، وكانت النتيجة سليمة، ولا يوجد شيء، ولأن الألم كان يقلقني كثيرا، فقد طلب مني أحد الأطباء عمل منظار للقولون، وكانت النتيجة إيجابية، وأعطوني علاجاً لتهدئة القولون، ولكن الأعراض بدأت بالزيادة، فقد أصبح الألم منتشرا في كل بطني، مع صداع ودوخة وألم بالمعدة، ودوخة وحركة لا إرادية بعضلاتي.

علما بأني منذ سنة أخذت مضادات حيوية بناء على كلام الأطباء، فبعد التقيؤ لمدة أسبوع عملت تحليلا، وتبين وجود جرثومة في المعدة، وأخذت العلاج الثلاثي وتحسنت الأعراض، ولكن ما زلت أعاني من ألم البطن وصعوبة في الإخراج رغم أن البراز رفيع ولين، ولدي آلام بفتحة الشرج.

ومنذ فترة قصيرة فحصني الطبيب وقال بأن لدي بواسير من الدرجة الثانية، وتحتاج علاجا، وأخذت العلاج والمراهم، ولم أتحسن، وما زلت أجهد عند الإخراج ولا أستطيع التغوط إلا على الكرسي العربي وليس الإفرنجي، أفيدوني فالطب لدينا ضعيف.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ منتصر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حسب ما ورد في الاستشارة:

فإن الأعراض تحسنت بعد علاج جرثومة المعدة, كما ذكرت في الاستشارة أن تنظير القولون كان سليما والحمد لله, وما تعاني منه حاليا هو ألم البطن، وصعوبة في التبرز مع آلام في فتحة الشرج، وقد شخص لك الطبيب أن لديك بواسير من الدرجة الثانية، وهي سبب الأعراض التي تعاني منها, لذا يفضل الاستمرار بالعلاج المصروف من قبل طبيبك المعالج، مع تجنب الإصابة بالإمساك؛ لأنه يؤدي إلى زيادة الأعراض لديك, وإليك لمحة موجزة عن البواسير.

البواسير هي عبارة عن انتفاخات مؤلمة في الأوردة الموجودة بالأجزاء السفلى من الأمعاء المسماة بالمستقيم أو عند فتحة الشرج، وتنشأ البواسير نتيجة لتجمع الدم بطريقة غير طبيعية في أوردة هذه المنطقة؛ مما يُؤدي لارتفاع ضغط الدم داخلها، وعندما لا تتحمل جدران الأوعية الوريدية ذلك تبدأ بالتمدد والانتفاخ، مما يجعلها مؤلمة، وخاصة عند الجلوس.

البواسير من الأمراض الشائعة جداً، والسبب الرئيسي لتكونها هو ذلك الإجهاد بالضغط على البطن خلال عملية إخراج البراز، وخاصة حال وجود الإمساك، وكلما زادت مدة المعاناة من الإمساك زادت الإصابة بحالات البواسير.

أسباب الإصابة:

الجلوس لفترات طويلة، وخاصة على الأرض؛ مما يؤدي إلى تجمع الدم في أوردة منطقة الشرج، ووجود التهابات ميكروبية في منطقة الشرج والمستقيم.

الإصابة بحالات فشل الكبد سواء بسبب تليف أو تشمع الكبد، فإن أوردة المستقيم تحتقن بالدم وتنتفخ، ما يُؤدي أيضاً إلى البواسير، وفي حالات الحمل بسبب ارتفاع الضغط في البطن بفعل نمو حجم الرحم، وحصول الإمساك، وغيرها.

وتشمل أعراض الإصابة بالبواسير:

- حكة شرجية أو ألما في فتحة الشرج، خاصة عند الجلوس، أو خروج دم أحمر مع البراز، أو ألم خلال عملية التبرز.

- الشعور بكتلة عند فتحة الشرج.

وعادة يمكن تشخيص الإصابة بالبواسير من خلال الفحص السريري، أو إجراء منظار لفتحة الشرج.

أنواع البواسير:

- البواسير الخارجية: وسببها تدلي وبروز الأوردة التي تحيط بالشرج من الخارج، وترى على شكل طّيات صغيرة للجلد بارزة من حواف فتحة الشرج، ولا تسبب البواسير الخارجية أعراضا، ويمكن أن تؤدي إلى حكة خفيفة، وبعض التضيق أثناء التغوط، ونادرا ما تسبب البواسير الخارجية نزيفا دمويا.

- البواسير الداخلية: ويكون التوسع بالأوردة الداخلية داخل المستقيم، وهي عادةً غير مؤلمة، ولا يشعر بها المريض، وتصنف إلى 4 درجات:

- درجة أولى تبقى في المستقيم.

- درجة ثانية تهبط عبر الشرج عند التغوط ولكنها تعود عفوياً.

- درجة ثالثة تهبط عبر الشرج عند التغوط ولكنها تتطلب رداً بالإصبع.

- درجة رابعة تبقى هابطة بشكل دائم، ولا يمكن ردها.

علاج البواسير:

- مغاطس الماء الدافئة: بمعدل 2-3 مغطس يومياً، ومدة المغطس 15-20 دقيقة.

- حمية عالية الألياف: لمكافحة الإمساك تكون بالاعتماد على الخضار والفواكه الطازجة.

- السوائل بكثرة: لمكافحة الإمساك أيضاً وخاصة عصير الفواكه.

- تنظيم وقت التبرز يومياً.

- الرياضة الخفيفة، وخصوصاً المشي 20 - 30 دقيقة يوميا إن أمكن.

- المعالجات الموضعية: وهي متنوعة من كريمات وتحاميل، وتشمل: مراهم تحتوي على مخدر موضعي مثل: الليدوكائين، ومراهم تحتوي على الكورتيزون، ومراهم تحتوي على مركبات عشبية طبيعية مثل الهيلار، وعند فشل المعالجات السابقة يلجأ إلى الجراحة، مثل: الربط والكي، أو باستئصال البواسير.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً