الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خدعني خالي، وزوجني بابنته التي تعاني من كهرباء في المخ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 27 سنة، كنت أعيش حياة طبيعية، ولا أحمل المسئولية قبل وفاة أبي، وأمي هي التي قامت بتربيتي، وكنت أبحث عن زوجة ترعاني، وترعى أمي المسنة، فطلبت مني أمي أن أتزوج من أهل والدي، فأخذت أمي وذهبنا لبيت عمي، لكي أطلب إحدى بناته، فوافق عمي على الخطبة التي استمرت سنة، وقبل موعد الزواج بأسبوع، حصلت مشاكل عديدة، أدت لتدخل خالي، وانتهت بتركي لابنة عمي.

بعد خمسة أشهر خطبت ابنة خالي بناء على رغبة أمي، ولا نعلم عن الفتاة إلا الخير، ولكن أمها صرحت لنا قبل الزواج بأسبوع بأنها مريضة، فدهش خالي من كلام زوجته لنا، لكنه قال: لا تقلق، إن مرضها بسيط جدا، ليس له أضرار، أو مشاكل.

بعد الزواج لاحظت بأن زوجتي تعاني من كهرباء زائدة في المخ، وفي بعض الأوقات لا تفهم معنى الزواج، ولا تقوم بأعمالها في البيت، وأمي كل يوم تشتكي منها، وأنا أتكلم معها يومياً بالود والهدوء، وأحاول أن أفهمها عن الحياة الزوجية، لكنها لا تستجيب.

شعرت أمي بالذنب بعد 5 أشهر، فأخذت تكلمها وتفهمها ولكن دون جدوى، فهي لا تراعي نفسها ولا زوجها ولا بيتها، وأمي تشتكي من سوء فهمها، وسوء معاملتها، وهي حامل الآن، وذات مرة بعد الجماع شعرت بعدها بضيقة في صدري وروحي، وكأن جبلا على صدري، فماذا أفعل؟

أفيدوني، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السائل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فرحبا بك -أخي الكريم- في الشبكة الإسلامية، وردا على استشارتك أقول:

لا شك أن زوجة خالك كانت ناصحة وتكلمت، لكن خالك غشك فلم يخبرك بنوعية المرض الذي عند زوجتك، وأنت قصرت فلم تسأل، ولم تناقش لتتعرف عن ماهية المرض، وبالتالي تذهب إلى الطبيب الذي يعالجها، أو غيره لتسأل عن آثار ذلك المرض على حياتها، وعلى أولادها، وبالتالي تعجلتم في الزواج، واكتشفت الحقيقة حين وصلت إلى بيتك.

أرى أن تزور طبيبا مختصا في المرض الذي تعاني منه زوجتك، بحيث تسأله عن مدى تأثيره على الأبناء، وهل يمكن أن تتعالج زوجتك وتشفى -بإذن الله- شفاء تاما، أم أن هذا النوع من المرض ملازم للمصاب طيلة حياته؟ فإن قال بأنه يمكن معالجته خلال فترة، وكان بمقدورك تحمل التكلفة، أو أن والدها يعينك فاصبر، فلعل الله أن يشفيها وتتغير حياتها، وتسعد معها، وأما إن قال لك أنها لا تبرأ، فأنت بين ثلاثة خيارات:

الأول: أن ترضى بها زوجة، وتقبلها على علاتها وتصبر على تقصيرها، وتستمر في توجيهها صلحت أم لم تصلح، والله أعلم كيف ستعمل حين تلد طفلا، وقد تضطر لجلب عاملة تقوم بالأعمال المنزلية.

ثانيا: أن تبقيها معك زوجة وتتزوج بأخرى لتغطي القصور الذي عند زوجتك الأولى، هذا إن كنت قادرا على ذلك، مع التبيين لمن ستتزوج بها.

ثالثا: أن تفارقها إن كنت تشعر أنك لا تتقبلها، وكون المقصد الأعظم من الزواج لم يتحقق لك، وحتى لا تبقيها معلقة، إضافة إلى أن خالك غشك، ويتحمل إثم طلاق ابنته.

أتمنى أن تتشاور في هذه النقاط الثلاث مع والدتك، كونها كانت وسيطا بينك وبين خالك، وتستطيع التفاوض مع أخيها، ولا تقع أنت في الحرج، وقبل ذلك أنصحك أن تصلي صلاة الاستخارة، وتدع بالدعاء المأثور، واعمل بما ستشير عليك والدتك من النقاط الثلاث المذكورة.

أسأل الله أن يجعل لك فرجا ومخرجا، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً