الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعرض أقربائي لحادث ففقدت التركيز بعدها وأدمنت السجائر، ساعدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا شاب، كنت شخصاً عادياً في وعيي وإدراكي، نشيطاً عاقلاً، ولكن تعرض أعز أقربائي لحادث فلم أحتمل المشهد، حزنت لثلاثة أيام، وكنت في كامل إدراكي وأعي ما حولي، ولكن في اليوم الرابع بدأت أشعر بالجنون، فلا أعرف من أنا، وأين نحن، ولا أعرف من يكلمني؟ شعرت بالجنون، وكأنني فقدت الذاكرة، فقدت شهيتي للأكل، ولم أعد أستطيع الأكل والشرب، ولا النوم أيضاً.

أفكر في أكثر من موضوع، وعقلي مشتت، ولا أدرك شيئاً، أشعر بذهاب عقلي، وبقاء جزء بسيط سليم منه يجعلني أتحدث معكم، لم أكن مدخناً فأصبحت مدخناً مدمناً، وأشعر بالدوخة والتعب الشديد عند التدخين، وكأن عقلي سيطير مني، ولم أستطع تركها، وأشعر باحتياج عقلي لها.

ساعدوني للخروج من هذه الحالة، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه .. الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

واضح أن الحادث الذي حصل لأحد أقربائك المقربين لك له علاقة بما بدأت تشعر به الآن، ولا أستطيع الجزم، ولكن غالباً من وصفك لهذه الأعراض التي عندك قد يكون حدث لك ما يعرف بكرب ما بعد الصدمة، وهو اضطراب نفسي معروف يحدث للذين يتعرضون لحوادث مأساوية، أو يشاهدون هذه الحوادث، وتبدأ الأعراض بعد فترة من الحادث، وقد تستمر لفترة من الوقت.

والأعراض -كما ذكرتها- قد تكون أعراض قلق، قد تكون أعراض اضطراب في المشاعر، وقد تكون اضطراب في النوم، ويتذكر الشخص الحادث باستمرار، وهذا أهم شيء، ولا أدري إن كنت تعاني من ذلك أم لا، ولكن على أي حال -يا أخي الكريم- مما ذكرته واضح أن له علاقة بالحادث، والشيء الآخر طبعاً التدخين الآن، ولا أدري هل تعني بالتدخين العادي، أي السيجارة العادية؟ حيث توجد به مادة النيكوتين، ومادة النيكوتين طبعاً مهدئة للإنسان؛ لأنها تعمل في المخ، وهذا قد يفسر الآن استعمالك له؛ لأنك متوتر وقلق، فمادة النيكوتين تؤدي إلى تقليل هذا التوتر والقلق، وإن كنت -كما تعرف وكما ذكرت- أن لها أضرارًا أخرى كثيرة من ضمنها الإدمان ولها أضرار في الرئة والقلب، فهي حل مؤقت، وحل له أضراره فيما بعد.

إذاً -يا أخي الكريم- نصيحتي لك بمقابلة طبيب نفسي، لأنه يحتاج إلى أخذ تاريخ مرضي شامل، وعمل فحص للحالة العقلية لمعرفة إذا كان هناك أعراض أخرى أم لا، ومن ثم وضع خطة علاجية محكمة يكون فيها علاج دوائي وعلاج نفسي، لتخليصك من هذه الأشياء التي تحس بها، ولتخليصك أيضاً من التدخين.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • اميرة اوهيب

    شكرا لكم جازاكم الله خيرا

  • محمد

    بسم اللة الرحمن الرحيم
    صحيح يبدو انك تحتاج لمزيد من معرفة التاريخ المرضى فقد تكون فى قلق مابعد الصدمة وقد تكون وقد تكون الصدمة كانت الشرارة الاولى او المحفز لظهور مرض اخر كان مختفى مثل الاضطراب الوجدانى وفى الكلا الامرين العلاج باذن ناجع ويحقق باذن اللة معدلات عالية جدا فى الشفاء فقط مستعينا باللة اسرع بعرض نفسك على طبيب نفسى

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً