الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجة أخي أصيبت فجأة بحالة من الخوف والصراخ، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا سيدة، زوجة أخي من حفظة القرآن، وتواظب على صلاتها، أصيبت فجأة بحالة من الخوف، وأصبحت تظن أنها ستموت، وبعد يوم تتطورت الحالة معها، فتغيرت ملامح وجهها، وأصبح لديها ميلان في الفم، وبعد يوم بدأت بالصراخ الشديد بشكل هستيري، وأصبحت لا تنام، ولا تأكل، ولا تدخل الحمام، وبقيت على هذا الحال لمدة 10 أيام.

كانت تردد كلمات معينة مثل: (الوحوش يريدون أكل أطفالي، السحرة عقدوا علي العقد الثالث، هل أنا ميتة، هل أنتم ملائكة العذاب أم ملائكة الرحمة، وهل هذه صحيفة أعمالي)؟ كانت تشعر بالذنب، وتتخيل أهوال يوم القيامة.

عندما كنا نقرأ القرآن، كانت تقول المردة يضحكون عليكم، فأخذناها إلى طبيب نفسي، شخص حالتها بأنها ذهان، وأعطاها إبرة مهدئة، وحبوب تبقى نائمة فيها لوقت طويل، كنا نقرأ لها الرقية الشرعية، فتوقفت عن الصراخ بعد أسبوعين، وبدأت تتذكر أطفالها، والمحطين من حولها، ولكن لا زالت في حالة غير طبيعة، فحركة يدها اليمنى غير طبيعية، فهل سبب مرضها نفسي؟ وهل يعود لأسباب تتعلق بشخصيتها وعلاقتها الزوجية، أم هناك عوامل أخرى؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sozan حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نشكرك على الثقة في إسلام ويب، واهتمامك بأمر هذه السيدة، التي نسأل الله لها العافية، الأعراض بالفعل هي أعراض نفسية ذهانية حادة، هذه الحالات تستجيب للعلاج بصورة ممتازة جداً، أما بالنسبة للأسباب فيصعب تحديدها، وفي كثير من الحالات لا نجد أسباب أبداً، وفي هذه الحالة نقول أن بعض الناس أصلاً لديهم شيء من الاستعداد لهذه النوبات، الاستعداد الجيني، والاستعداد الكيمائي والاستعداد البيولوجي، وربما الاستعداد الوراثي، فالذين لديهم هذه الاستعدادات، والقبول وسرعة الانكسار النفسي حين تمر بهم أبسط الظروف، أو دون أي ضغوطات حياتية ربما تأتيهم هذه الحالات، وهذا المرض مرض بيولوجي، أي أنه متعلق بكيمياء الدماغ، فإذاً قضية السببية فيما يتعلق بالبيئة، والضغوط الحياتية قد لا تلعب دوراً، وفي بعض الأحيان قد تكون مساهمة، أو تساعد في حدوث الحالة.

عموماً هذه السيدة أرى أنها يمكن أن تعالج بصورة فاعلة جداً، وأهم شيء المتابعة مع الطبيب، فالمتابعة تعتبر أمراً ضرورياً جداً، إشارات التحسن التي اطلعت عليها علامة جيدة فيجب أن لا نضيع عليها فرصة التعافي الكامل -إن شاء الله تعالى-، فاذهبوا بها إلى الطبيب، وأنا متأكد أنه سوف يعدل الجرعات الدوائية حسب ما يراه مناسب، وربما ينقلها إلى دواء مثلاً لا يسبب لها النوم الشديد، لأن في المراحل الحادة للمرض نحتاج لأدوية قوية، ومضادة للذهان، وتساعد على النوم، لكن بعد أن تتحسن حالة المريض يمكن أن ينقل إلى دواء آخر، أو إلى جرعات أخرى لا تؤثر كثيراً على درجة اليقظة لديهم.

هذه السيدة أعتقد أنها أيضاً محتاجة إلى بعض الفحوصات، موضوع حركة اليد، وما ذكر حول تغيير ملامح الفم والوجه، هذا قد يحتاج إلى إجراء فحوصات طبية؛ للتأكد من الجهاز العصبي المركزي لديها، والفحوصات بسيطة الصورة المقطعية سهلة الآن في متناول اليد، وفحوصات الدماء سهلة، هذه الفحوصات أنا حين أذكرها لمجرد التأكيد، وما دام توجد إمكانات، وتوجد خدمات طبية فيجب أن نعطي الناس أفضل فرصة من أجل العلاج والتشافي، فاذهبوا بها إلى الطبيب، والحالة -الحمد لله تعالى- يمكن احتواؤها بصورة جيدة جداً، وأنا متأكد أن الطبيب بعد أن تنتهي الفترة العلاجية سوف ينقلها إلى الفترة الوقائية، وهذه أيضاً مهمة، وغالباً تحتاج إلى جرعة بسيطة جداً من الدواء، -الحمد لله تعالى- هي تحفظ القرآن الكريم، وهذا -إن شاء الله تعالى- في ميزان حسناتها، ومواظبتها على الصلاة، هذه كلها أسباب وعوامل تساعدها -إن شاء الله تعالى- على سرعة التعافي -بإذن الله تعالى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً