الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من حركات لا إرادية في الوجه تسبب لي الإحراج، فما علاجها؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري 21 سنة، أعاني من الوسواس القهري منذ حوالي عشر سنوات، ذهبت للطبيب منذ حوالي سنتين، واستمررت معه في العلاج لمدة سنة ونصف، حيث بدأ لي العلاج بزانكس وبروزاك وستاتومين، وطوال فترة العلاج تنوع الدواء وتنوعت الجرعات، والآن آخذ حبتي بروزاك ٢٠ ملغ صباحا، وحبة ستاتومين ١٠٠ ملغ مساء، فهل هذا يكفي، وكم المدة التي أستمر عليها؟

كما أعاني من حركات لا إرادية في الوجه والتي تسبب لي الكثير من الإحراج، وأعتقد أنها تسمى متلازمه توريت، فما علاجها، وما المدة المطلوبة لذلك، ومتى أتوقف عن العلاج؟

واعاني من كثرة التفكير بطريقة غير طبيعية، فأفكر في كل شيء، المهم منه والتافه، ولا أستطيع العيش كبقية الناس، فما علاج ذلك أيضاً؟

كتب لي الطبيب دواء أبيكسدون، وكنت خلال تناوله أشعر بالراحة، فهل يفي بالغرض، ومتى أتوقف عنه؟

أفيدوني بنصحكم، بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

ما تأخذه وتتناوله الآن لعلاج الوسواس القهري كافيًا جدًّا، ولا يجب زيادته أو رفع جرعته، -والحمدُ لله- الآن توقفت عن الزاناكس، تعاطي الزاناكس لفترة طويلة يؤدي إلى الإدمان، وبعد ذلك يُصبح الزاناكس ذاته مشكلة، والتخلص منه مشكلة، وكثير من الناس يقولون: يجب ألا يستمر في تناول معظم مشتقات (بنزوديازيبين Benzodiazepine) ومنها الزاناكس بصورة مستمرة، أو لفترة أقصاها ثلاثة أشهر.

على أي حال الآن توقفتَ عن الزاناكس، هذا شيء جميل، الأدوية التي تتناولها كافية، والمدة التي يستمر فيها الشخص في تناول الدواء تعتمد على اختفاء الأعراض اختفاءً تامًّا، فطالما كنت تعاني فعليك بالاستمرار في العلاج الدوائي، ولكن -يا أخي الكريم- أنصحك بإضافة مكوّن علاج نفسي -العلاج السلوكي المعرفي-، العلاج السلوكي المعرفي مع العلاج الدوائي أفضل من العلاج الدوائي لوحده، والعلاج السلوكي يؤدي إلى تقليل جرعة الدواء، والشيء الأهم -وهذا ينطبق على حالتك-، العلاج السلوكي يؤدي إلى عدم ظهور الأعراض عند التوقف من العلاج الدوائي، هذا بالنسبة للوسواس القهري.

أما بالنسبة لمتلازمة توريت، فهو مرض معروف، وبه الحركات اللاإرادية، وأحيانًا التلفظ بألفاظ نابية رغمًا عن أنف الشخص.

العلاج المناسب للحركات اللاإرادية هو (هلوبريادول) خاصة في جرعات صغيرة، ولكن إذا استفدتَّ من (إبكستون) فلا بأس من أن تستمر في تناوله، وأيضًا العلاج السلوكي أيضًا يُفيد في علاج متلازمة توريت، لأن الإنسان أحيانًا -كما ذكرت- يضطرب، وتزيد عند ملاحظة الناس لها، وأحيانًا تكون مصحوبة ببعض الرهابات الاجتماعية والخوف، لذلك أيضًا العلاج السلوكي هنا ينفع، ينفع في الوسواس القهري وينفع في علاج متلازمة توريت.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً