الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكن للشاب الأعزب التخطيط المبكر للتعدد بأربع زوجات؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب لدي أهداف في الحياة، من هذه الأهداف التعدد بأربع زوجات لأجل غض البصر، والاكتفاء بالحلال " وهذا الحلال كثير " فهو يعين وبقوة على طاعة الله، والعفة عن الحرام سواء كان ميلا عاطفيا أو غيره، وطبعا هذه من حكم تشريع التعدد، وتحقيقا لمراد الشرع من كثرة النسل لأجل تربيتهم وتنشئتهم النشأة الصالحة لغرض احتساب الأجر في ذلك يوم القيامة، وقد علمت أن كثيرا من نساء اليوم ترفض أن تتزوج بمعدد، والتعدد صعب، وعموما فإن الحقوق الرئيسية للزوجة ثلاثة:
1- المعاشرة بالمعروف.
2- النفقة بما يكفيها هي.
3- السكن المستقل الملائم.

يمكنني أن أضع أهدافا مالية للوصول لامتلاك أربعة مساكن مستقلة، وطبعا هذا يكلف جهدا ووقتا من العمل لسنوات لتحقيقه لأجل الوصول لهذا الهدف، يعني أن هذا الهدف قابل للتطبيق وواقعي، وهذا سيتيح لي إمكانية النفقة لأكثر من زوجه لأنني لا أكون مستأجر، ولكن علمت أنه في الإسلام تستطيع الزوجة أن تخلع زوجها بدون سبب، وهناك الكثير من النساء اللاتي خلعن أزواجهن بسبب تزوجهم عليهم الثانية، فكيف إذا أراد الثالثة والرابعة.

أنا أريد التعدد ولكن لا أريد أن أعيش تجارب كثيرة وزواجات تنتهي بالخلع، وأعلم شخصا تكلف لزوجته ودفع ثمن علاجها لكنها لا تنجب وعندما أراد أن يتزوج عليها خلعته!

سؤالي هو: مسموح لي بالتعدد على الرغم من أنني أعرف النتيجة، ذهاب عشرة من السنوات ودمار البيت الأول، فكيف أسعى في امتلاك 4 مساكن وأتكلف الجهد والوقت والمال لذلك، طالما أنه يمكن لزوجتي أو زوجاتي الخلع في أي وقت، وبالتالي يضيع جهدي هباء منثورا؟ كما أنني أجد أنه من المؤلم أن أسعى بكل قوتي لأجل معاشرة الزوجة بالمعروف وينتهي كل ذلك؟ كيف أتعامل مع هذا وما حله؟ مثلا " هل حل هذا الأمر بأنني عندما أتقدم للزوجة الأولى أخبرها من البداية بأنني أرغب بالتعدد، علما أن معظم النساء سيرفضن ذلك".

أخيرا: أرغب في أن تكون الإجابة على استشارتي واقعية، فأنتم بما أنه تمر عليكم استشارات كثيرة في الزواج والتعدد ومن المتزوجين فلا شك -بإذن الله- أن لديكم الإجابة الصحيحة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عمرو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تفكير خيالي إلى حد بعيد، وصعب أن ترسم له خطة الآن وتسعى في تنفيذه؛ لأنك بهذا ستضيع سنوات عمرك وأنت أعزب، حتى تتوفر لك مقومات تنفيذ الخطة.

والتعدد في الزواج مشروع وله حكمة؛ وليس مطلوبا من كل شخص أن يعدد، كما أنه ليس بمقدور كل شخص التعدد، وليس كل امرأة تقبل التعدد بسبب شدة غيرتها.

كما أن من يريد التعدد لا يفكر بتنفيذه بالطريقة التي ذكرت، فربما تتزوج واحدة فقط ولا تستطيع تلبي حاجتها والقيام بحقوقها؛ لأن الزواج له حقوق وواجبات تشمل الجوانب الجنسية والنفسية والمادية ونحوها، وهذا الأمر لا يتضح لك قدراتك فيه إلا بعد الزواج، فاترك التفكير فيه حتى تتزوج الأولى!!

والصواب في موضوع التعدد هو أن يبدأ الإنسان بالبحث عن زوجة صالحة ذات دين وخلق؛ فيتزوج بها ثم ينظر بعد زواجه منها في مدى حاجته للتعدد وإمكانيات تنفيذه من خلال البحث عن زوجة ثانية، ثم بعد الزواج بالثانية ينظر إمكانياته وحاجته للزواج بثالثة وهكذا.

ولا ينتقل إلى الزواج إلى الثانية دون قدرة وإمكانية تدفعه إلى ذلك، بحيث يحقق الهدف من التعدد بدون حصول مفاسد، ثم إن دوام المحبة والعشرة بين الزوجين أمر غيبي لا يمكن التكهن به سلبا أو إيجابا قبل الزواج، وإنما هو خاضع لطريقة الزوجين في التعامل مع الآخر بعد توفيق الله أو حرمانه سبحانه.

أما مشروعية الخلع وإنه حق للمرأة فالحكمة منه واضحة وهو عدم استطاعة المرأة العيش مع زوجها والسبب منها، ومن لوازمه أن تدفع له ما أعطاها من مهر حتى لا تضيع حقوق الزوج، فما الإشكال في ذلك ؟!

فالزوج إذا تزوج بأخرى على زوجته؛ ولم تستطع الأولى أن تبقى معه لشدة غيرتها أو لأسباب أخرى، ولا تقصير من الزوج في حقها فيجوز لها طلب الخلع مع رد ما عطاها الرجل من مهر، بل هذا من العدل في الأحكام الشرعية؛ لأن الحياة الزوجية مبنية على المودة والرحمة لتكون سكنا للزوجين ومقرا لسعادتهما، فإذا انتفت هذه الأمور فالفراق هو الحل!

ورفض بعض النساء القبول بالتعدد من أهم أسبابه التجارب الفاشلة في التعدد لبعض الأزواج، وحصول الظلم لدى البعض الآخر، وعدم العدل بين الزوجات، إضافة إلى تشويه الإعلام الغربي للتعدد وتصويره بصورة غير جيدة عند النساء.

ومع هذا سيظل التعدد هو الحل الأمثل للعنوسة، ولسد النقص لدى بعض الزوجات في حقوق أزواجهن.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً