الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فقدت حماسي وأصبحت أسيرة للأمراض النفسية، فما نصيحتكم لي؟

السؤال

السلام عليكم.

فتاة عمري 23 سنة، أعاني من خوف وقلق شديد من الامتحانات طوال سنوات الدراسة، وأيضا غثيان وقيء مستمر وقت المذاكرة، وضعف في اليد، وحركات لاإرادية، وفقدان الشهية تماما، وفقد الوزن، ودقات قلبي تكون سريعة، وأرق ورعب من الكتب والملازم، ومن الكلام في المذاكرة أساسا، وأفقد الاهتمام بمظهري وبكل شيء.

ذهبت لدكتور نفسي، وقالي لي: فوبيا الامتحان، ووصف لي (زولام، وإندارال 10، وفلوكستين)، كنت سأتحسن، ولكنني لم أتناولهم بانتظام، فقد كنت أتوقف عن تناول الدواء من تلقاء نفسي، فأنا لم أكن أعلم أن ما أفعله أمر خاطئ وسيؤثر علي.

تخرجت من الكلية، ولكن للأسف تكررت الأعراض ذاتها، وحصلت على وظيفة، ولكنني لم أكمل الأسبوع فيها، فأنا أعاني من كثرة التفكير بالماضي والذكريات السيئة، وأصبحت أكره أقاربي؛ لأنهم ظلموني أنا وإخوتي، ووالدي كان يسمح لهم بذلك، وللأسف كنت أشعر بالحقد والكره تجاههم، فهم ما زالوا يعاملوننا بالسوء.

أصبحت فاقدة الفاعلية والحماس، ولا أخرج من المنزل إلا قليلا جدا، ولا أريد مقابلة أي شخص، وعلاقاتي الاجتماعية أصبحت مقتصرة على أسرتي وبعض الأشخاص، أدير حوارات لم تحدث أبدا داخل عقلي، ولا أستطيع التوقف عنها، لو قابلت أحدا أظل أفكر في كل ما حدث، وربما لا أستطيع النوم، مع الإحساس بالرجفة ودقات القلب السريعة.

أصبحت متشائمة وفاقدة التركيز، أريد أن أعيش، ولكن دائما أخاف من أي موقف قد يجرحني؛ لأني أعلم تماما الحزن الشديد الذي أشعر به عند أقل موقف.

أيضا أنا مقبلة على الخطوبة، وأشعر بالخوف من المسؤولية، والالتزام يعيق فرحتي رغم معرفتي الجيدة بالمتقدم، وأعلم أنه شخص جيد.

أصبحت أفقد السعادة والأمور التي أحبها يوما بعد يوم، أريد أن أعيش حياتي بشكل طبيعي، وأستمتع بها، وأتخلص من كثرة التفكير والهم تجاه كل شيء، أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ سمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

واضح أنك مررت بظروف صعبة وأنت صغيرة، وهذا أثَّر عليك، وسبَّب لك نوعًا من القلق والتوتر والرهاب الاجتماعي من الامتحان ومن الضغوط، ولكن الحمد لله اجتزتِ هذه الصعاب، وتخرَّجتِ من الجامعة، والآن أنت تعملين وتحصلتِ على وظيفة.

الأخت الكريمة: يجب عليك ألا تنظري إلى الماضي، الحقد والكراهية تجاه الذين ظلموك من الأقارب سوف تُؤذيك أنت، وتنغص عليك حياتك، يجب عليك ألا تنظري إلى الوراء، وأذكرك بقوله تعالى: {والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}، فكوني أنت المحسنة في العفو عنهم، واحتسبي هذا، وإن شاء الله سيأجرك الله، دعي حسابهم على الله سبحانه وتعالى، وانطلقي في حياتك الآن – يا أختي الكريمة – وأنت الآن تنجحين في حياتك الحمد لله، وتقدَّم لك شخصًا للخطوبة بعد أن أكملتِ دراستك، رغم المعاناة التي عانيتها أنت وأخيك، فلا تنظري إلى الماضي.

قد تحتاجين إلى معالج نفسي ليساعدك في التخلص من الأفكار السلبية، والنظرة الإيجابية للحياة، وعدم التفكير السلبي، كل هذا من خلال جلسات نفسية متعددة، عدة جلسات نفسية إن شاء الله تقابلين فيها المعالج النفسي مرة في الأسبوع سوف يُساعدك مساعدة كبيرة في الانطلاق إلى الأمام في حياتك، ويُساعدك أيضًا في الاسترخاء، عملية الاسترخاء مهمة – يا أختي الكريمة -.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً