الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل النظر لبنت أحبها أو مراسلتها على الانترنت حرام؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

عمري 17 سنة، -والحمد لله- أصلي وأسبح وأطيع الله بشكل جيد جدا، لكنني أحب بنتا وهي لا تحبني، وهي من عائلتي، وهي أجمل بنت رأتها عيناي ومؤدبة ومحترمة.

أحيانا أراها في الشارع وأنظر إليها وأدقق النظر إليها ليس في نية النظر إلى جمالها أو جسمها، لكن بنية أني أريد أن تعرف أني معجب بها وأحبها.

قرأت على الانترنت أنه حتى النظر للبنت حرام، مع العلم أننا في حياتنا لم نتحدث مع بعض بأي طريقة، ولم نتواصل بأي طريقة، فأنا في طبعي أستحي من البنات، وأريد أن أقول لها أني أحبها لتكون نهايتنا الزواج، وليس لنقوم بشيء حرمه الله مثل الزنا.

وهل إذا أرسلت لها عن طريق الانترنت رسائل حب، فهل هذا حرام؟ مع العلم أني أرسلت لها لكنها لم ترد، فأنا أريدها أن تكون شريكة حياتي؛ لأني لم أر أجمل منها وأكثر أخلاقا في حياتي منها، وكيف يكون ذلك إذا كان حتى النظر إليها حرام؟ وكيف أجعلها تعرف أني أحبها بدون أن أرتكب محرما؟ فلو ضمنت أنها تحبني من هنا حتى الزواج فلن أنظر إليها، وأفعل أي شيء يغضب الله.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مهند .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

قد حرم الإسلام تدقيق النظر إلى المرأة الأجنبية نظرا للمفاسد المترتبة على ذلك، واستثنى من ذلك نظر الخطيب إلى خطيبته من أجل أن يتعرف كل منهما على ما عند الآخر من الصفات، وحتى تزرع المحبة بينهما إن تم قبول كل منهما للآخر، فعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه: أنه خطب امرأة قال له النبي صلى الله عليه وسلم:" انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما". رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خطب رجل امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" انظر إليها "، رواه أحمد.

وطالما أنك تعرفها وقد نظرت إليها، ونظرت إليك فلا يجوز لك تكرار تعمد النظر إليها؛ لأن المقصود من إباحة النظر قد حصل لك، والزيادة على ذلك تجاوز للمشروع ووقوع في الاثم.

وعليك أن تلتزم بأمر الله تعالى في قوله: {قُل لِلمُؤمِنينَ يَغُضّوا مِن أَبصارِهِم وَيَحفَظوا فُروجَهُم ذلِكَ أَزكى لَهُم إِنَّ اللَّهَ خَبيرٌ بِما يَصنَعونَ}، فان خالفت ذلك وقعت في الإثم؛ لذا ننصحك بالتوقف عن ذلك، والتوبة منه وعدم العودة إليه.

وننصحك إن أردت فعلا خطبتها أن ترسل إحدى قريباتك إليها، وتخبرها برغبتك في خطبتها وحرصك على ذلك، فإن وافقت فيمكنك التقدم رسميا إلى والدها وخطبتها، ثم العقد عليها، ثم البدء ببناء علاقات حب بينكما بطريق شرعية صحيحة.

أما المراسلات بينكما والتوسع في العلاقات قبل العقد، فأمر لا يجوز.

وربما لم ترد البنت على رسالتك؛ لأنها تعرف حكم هذه المراسلات شرعا، وأنها لا تجوز، وأنها وسيلة للابتزاز من قبل الذكور للإناث، فإن كنت جادا فتقدم لخطبتها رسميا، فإن قبلت فقد ضمنت عدم ذهابها عنك، وإن رفضتك فابحث عن غيرها ولا تتعلق بها، ولا تكرر النظر إليها أو تراسلها بأي وسيلة فتقع في الإثم من جهة، وردة فعل الفتاة وأسرتها نحوك من جهة أخرى.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً