الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خلع حشوات الزئبق هل يؤثر على الدماغ عند استنشاق الزئبق؟

السؤال

السلام عليكم

أظن أني أصبت بتسمم الزئبق جراء ابتلاعي لقطعة من حشوة الضرس الدائم منذ أسبوعين، ويبدو أنها لم تكن مثبتة، وأحس بطعم المعدن، وتشتت التركيز والذاكرة بشكل كبير، فهل هناك تحليل للتأكد من ذلك؟ وأين يمكنني الحصول عليه؟ وما اسمه؟

راجعت الطبيب، وأزال الزئبق، ولكن لم يكن عنده جهاز شفط بخار الزئبق الخارج من عملية الإزالة، فهل هذا يؤدي إلى تبخر الزئبق وإلحاق ضرر بالدماغ؟ وهل الزئبق يوجد في الدم أم يترسب في الدماغ؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ moradal حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقع استشارات إسلام ويب.

توقف استخدام حشوات الأسنان المعدنية في وقتنا الحالي بسبب السمية الناتجة عن أبخرة الزئبق الموجودة في هذه الحشوات، والتي يكون تأثيرها تراكمياً مع الزمن، ويكمن خطر الزئبق في شكله السائل.

أما عند اتحاده مع باقي المعادن كما في حشوات الأسنان فيقل خطره، ولكن من الأفضل استبعاد خيار حشوات الأسنان المعدنية.

إن الأعراض المرافقة للتسمم بالزئبق قد تظهر مباشرة بعد أخذ جرعة سمية عن طريق البلع أو الاستنشاق أو ملامسة الجلد، والتي تتضمن الغثيان والإقياء وتهيج الجلد والاضطرابات الهضمية، مثل التهاب بطانة الفم واللثة، وظهور خط أزرق فوق اللثة، والتهاب المعدة والإسهال وفقدان الشهية.

الأعراض العصبية: وتشمل حدوث تشنجات مفاجئة بين الحين والأخر، وارتعاش الجسم المتقطع في عضلات معينة وفقدان الشهية، والأعراض العصبية والكلوية عادة لا تظهر حتى يصبح مستوى الزئبـــــــق فيوالإدرار مع البول أكثر من 50 مكروغرام / لتر، فقر الدم الخفيف وزيادة إنتاج كريات الدم الحمراء والبيضاء.

من الأساليب المتبعة لقياس التسمم الزئبقي: هو تحليل قياس نسبة الزئبق في الدم والبول، مع إجراء صورة دم كاملة، وفي حال ظهور الأعراض السمية بعد بلع جرعة سمية من الزئبق، يجب إعطاء الألبومين بالتقطير، أو تناول بياض البيض حيث يساعد على ارتباط الزئبق به وطرحه خارج الجسم، وقد يضطر في بعض الحالات إلى غسل المعدة، أو إعطاء الفحم المنشط والأدوية المسببة للإسهال.

في الحالات الاعتيادية أو بعد بلع أي حشوة معدنية وغير المترافقة مع أعراض لا تستوجب تدخل طبي، وسيقوم الجسم بطرح الحشوة المعدنية التي ابتلعتها كونها جسماً غريباً، ولكن لا مانع من معايرة نسبة الزئبق في دمك وبولك لزيادة الاطمئنان.

إن نزع الحشوات المعدنية يتوجب منك مراجعة طبيب متيقن بمخاطر هذه الحشوات، ويجب أن تكون العيادة مجهزة بما يتناسب لإزالة هذه الحشوات والتي تتضمن:

1- التهوية الجيدة، وذلك لتقليل استنشاق أبخرة الزئبق.
2- استخدام الماء البارد على الأسنان أثناء الحفر للإقلال من تبخر الزئبق.
3- استخدام شفط عالٍ للأبخرة التي يتم شفطها مع الماء إلى برميل محكم خارج العيادة.
4- نصح المريض بالتنفس من الأنف أثناء إزالة الحشوات.
5- استخدام الحاجز المطاطي لعزل السن المراد نزع الحشوة منه، وتجنب ملامسة أي جزء من الحشوة مع نسج الفم، وتجنب ابتلاع أو سقوط أي جزء منه في الطريق الهضمي.
6- كما ينصح المريض بتناول أقراص معدن السيلينيوم 200 ميكروجرام يومياً قبل بداية إزالة الحشوات، ولمدة شهر بعد ذلك، وذلك للإقلال من أعراض التسمم بالزئبق.

لا يمكن تقييم وجود أي ضرر ناتج عن استنشاق الزئبق إلا إذا ظهرت أعراض مرافقة، أو بعد الاستنشاق، أو بعد إجراء تحاليل الدم والبول لكشف وجود نسبة سمية ضمن الدم أو البول، مما قد يستدعي تدخل الطبيب لنتظيف الجسم والكلى والدماغ من التسمم الحاصل.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، مع أطيب الأماني.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً