الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجمع بين دوائين نفسيين

السؤال

الدكتور الأفضل والقدير محمد عبد العليم المحترم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخي الأفضل، أعاني منذ زمن بعيد من الرهاب الاجتماعي وعدم القدرة على التحكم بنفسي، وأرى أني ضعيف الشخصية والجميع يرى ذلك! وكنت دائماً أشعر بالأسى على نفسي، وكانت المشكلة الأساسية أن والدي لم يعطني الفرص في الصغر وكان يحرمني من الخروج مع زملائي خارج المنزل، وكان يدقق علي في كل شيء: مشربي وملبسي وحتى تصرفاتي! وكان يضربني ضربا الله أعلم به! ومع شدة الضرب جاء في بالي أنه يستمتع بضربي! وكان دائماً يضربني على وجهي! وكان كثير الكلام وخصوصاً عندما يراني مشغولا في أمر أو على وجبة الغداء أو العشاء! حتى أصبحت عقيما جداً بتفكيري وتصرفاتي وأصبحت جبانا وخوافا وغير مبال بأي شيء! حتى أقرب الناس لي ابتعدوا عني لأني لا أستطيع الاعتماد على نفسي!

ذهبت إلى أحد الأطباء النفسانين ووصف لي السيروكسات واستمريت عليه مدة 6 أشهر واستجابت حالتي للعلاج بنسبة 50% فقط، ثم ذهبت له مرة أخرى ووصف لي البروزاك واستمريت عليه 6 أشهر ولم ينفع معي أيضا! وفي آخر زيارة للدكتور المعالج وصف لي الأوروريكس مع البروزاك، السؤال الذي أريد من سعادتك ـ يا دكتور ـ هل الأرورويكس أفضل من السيروكسات؟ وهل استخدام الأوروريكس مع البروزاك يأتي بنتائج طيبة وتتحسن حالتي؟ مع أن الدكتور المعالج أكد لي أن استخدام الأوروركس بديل عن السيروكسات، ولكن أنا في حيرة من أمري، وأرجو منك ـ يا دكتور محمد عبد العليم ـ النظر في موضوعي وتحديد الجرعة الصحيحة، فأرى أني أصبحت فأر تجارب لدى الدكتور الذي أتعالج عنده، وأنا بانتظار إجابتك دكتورنا الفاضل.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بدر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

أولاً: لا بد أن أؤكد لك أن المخاوف والرهاب الاجتماعي يمكن علاجه وبصورةٍ فعالة جداً .

ثانياً: الشيء الذي أنصحك به هو أن لا تُرجع كل أعراضك إلى المعاناة التي عانيتها أثناء طفولتك، فكثيراً من الناس قد عانى بصورةٍ أفظع مما نلته أنت، ولكنهم لم يُصابوا بأي نوعٍ من الرهاب أو صعوباتٍ نفسية حقيقية.

الشيء الذي أراه هو أنه ربما يكون لديك بعض الاستعداد النفسي أصلاً، وهذا ساعد كثيراً في ظهور أعراضك، وعليه فأنت مطالب أيضاً بإعادة الثقة في نفسك، ولكي تتجاوز هذه المخاوف، لابد أن تكون لك القدرة على المواجهة والإقحام النفسي لها .

بالنسبة للعلاج الدوائي، لا شك أن كل الأدوية التي تنشط مادة السيروتينين، تُساعد كثيراً في التخلص من المخاوف والاكتئاب والقلق، والأبحاث تدل على أن الزيروكسات هو أفضلها، ولكن في بعض الأحيان نحتاج إلى جرعةٍ لا تقل عن 60 مليجرام في اليوم أي ثلاث حبات.

أما بالنسبة لعلاج البروزاك والأروريكس، فهذا الخليط لا يُنصح به؛ حيث أن التفاعلات الكيميائية الضارة ربما تحدث بين هذين الدوائين، وعليه أرجو أن لا تتعاطاهما مع بعضهما البعض، وذلك مع احترامي الشديد للطبيب الذي قام بوصف ذلك .

أنصح أن ترجع لتناول الزيروكسات بالجرعة التي ذكرتها لك، ثم بعد أن تتحسن بإذن الله يمكن أن تبدأ في تقليل العلاج بعد ثلاثة أشهر من التحسن، وإذا رأيت أن الزيروكسات غير مجدي، فيمكن أن تتناول الأروريكس لوحده، ولكن بجرعة 600 مليجرام في اليوم .

هنالك دواء يعرف باسم سبراليكس، بجرعة 10 مليجرام بدايةً، ثم 20 مليجرام في اليوم، ربما يكون أيضاً من الأدوية المفيدة لعلاج نوعية الأعراض التي ذكرتها .

ختاماً: أسأل الله لك الشفاء، ولابد أن تعيد ثقتك بنفسك، لكي تتخلص من القلق والمخاوف النفسية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً