الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تؤثر الأدوية النفسية وخاصة دواء (البروزاك) على الحمل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة، أحمل هم الزواج، أصبت بقلق شديد، فذهبت للطبيب، وصرف لي أدوية مهدئة، ومرت شهور التجهيز بسلام رغم اكتئابي وحالتي النفسية في أول شهرين.

الكل يتزوج بدون قلق ويستمتع إلا أنا؛ وذلك بسبب سمعة الأدوية النفسية، ولكنني كنت مضطرة لتناولها؛ لأن هذا القلق يصيبني عند كل خطبة، فلم أرد تفويت هذه الخطبة بسبب هذا القلق الذي يحدث لي، ورغم تناولي دواء (الانتابرو)، ففي يوم زفافي أصبت بخوف، وغثيان، وقشعريرة بالرأس؛ لأنني أخشى أن لا أتقبل الزوج أو أنسجم معه، وأفكار كثيرة حصلت لي عند زفافي ولكنني هدأت نفسي وأصبحت أدعو الله أن يسخر بيني وبينه، والحمد لله هذا ما حدث، فبعد زواجي تركت الدواء بالتدريج -ولله الحمد-.

الآن أنا خائفة من الحمل بعد تجربتي إجهاض وحمل خارج الرحم، فبعدها أصبت بخوف وقلق وأنني لا أريد الحمل، فأنا أخاف من هذه الفكرة بحد ذاتها بسبب كلام النساء في المجالس عن ألم الولادة وأنه لا يطاق وهو ذهاب للموت، فهذا الكلام سمعته بعد حملي الخارجي بخمسة أشهر، فكنت أخطط للحمل مرة ثالثة بعد انقضاء الستة أشهر المحددة لي من قبل الطبيبة، ولكن بعد هذا الكلام الذي سمعته من النساء أصابني خوف وقلق وأرق فأصبحت لا أنام ولا آكل، ولم أراجع بعدها الطبيبة.

ذهبت حماسة الحمل وأصبحت أخاف منه، فعدت للطبيب وصرف لي دواء (باروكسات)، وبعد شهر تحسنت حالتي وكنت أظن أنني تعافيت، وقمت بترك الدواء تدريجيا، وانتظرت أن ينقضي الشهر لكي أحاول الحمل مرة أخرى، ولكن بعد قرب الدورة الشهرية وقرب الوقت المحدد للمحاولة عادت لي حالة القلق والخوف وازدادت بعد تأخر الدورة، فتوقعت أنه حمل؛ لأن مانع الحمل الذي نقوم به طبيعيا، فرجعت للطبيب، وصرف لي دواء (باروكسات) مرة أخرى لمدة ثلاثة أشهر، وفي آخر شهر زاد الجرعة لحبة ونصف من نوع 20 ملجم، ولكنني لم أتحسن، فذهبت لطبيب آخر بسبب سفر الطبيب الذي أعالج عنده، وصرف لي (بروزاك) والآن صار لي 20 يوما مع (البروزاك) فتحسنت حالتي نوعا ما، ولكن كثرت لدي الأحلام الغريبة وبسببها يتعكر مزاجي عند الاستيقاظ، هل ستستمر هذه الأحلام، أم يجب علي تغير الدواء ؟ وهل أستطيع الحمل وأنا أتناول دواء (البروزاك)؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ نورية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأشكرك على الثقة في إسلام ويب، الذي يظهر لي أن شخصيتك تحمل بعض الجوانب القلقية والقلق قد يكون قلقاً إيجابياً أو قد يكون قلقاً سلبياً، وذلك حين يتراكم ويحتقن الإنسان ولا يستفيد من قلقه مما يحوله إلى قلق سلبي، من الواضح أن نجاحاتك في الحياة قد ساهم القلق فيها، ولكن الآن تحول القلق إلى قلق احتقاني مما جعله يتمثل في شكل مخاوف، مخاوف حول أحداث سعيدة وأشياء جميلة، ومخاوف حول الزواج، مخاوف حول الحمل، فأنت محتاجة إلى أن تتوقفي مع نفسك وتقيمي هذا الأمر، هل هذا الخوف خوف منطقي قطعاً ليس خوفاً منطقي أبداً، حقري هذه الفكرة تحقيراً كاملاً وقولي لنفسك أنك تعيشين حياة طيبة وهانئة في عش الزوجية، والحمل هي أمنية لكل أنثى وأسأل الله تعالى أن يرزقك الذرية الصالحة، وتذكري -أيتها الفاضلة- أن الحمل وحتى الولادة هي أمور طبيعية جداً.

كيف كان حالة الأقدمون، النساء كن يلدن تحت الشجر دون أي مشكلة، فيا أيتها الفاضلة الكريمة أوقفي هذا القلق، أوقفي هذا الخوف من خلال الفكر المضاد له، وفي ذات الوقت أريدك أن تفكري في أمر أخر قد يبعث فيك شيئا من الطمأنينة أنه وبعد عناية الله تعالى الآن الخدمات الطبية أصبحت متطورة وطيبة ويستطيع الإنسان أن يصل إلى طبيبه وأن يواصل معه، فليس هنالك ما يدعوك لكل هذا الخوف، وأريدك أن تصرفي انتباهك تماماً عن هذا الخوف من خلال أن تدخلي على نفسك نشاطات أخرى، نشاطات اجتماعية، نشاطات منزلية، الاهتمام بالزوج، القراءة، الاطلاع، الانضمام إلى تجمع نسائي صالح، الذهاب إلى مراكز تحفيظ القرآن، ممارسة رياضة تناسب النساء، هذه كلها تصرف انتباهك عن هذا الخوف، لا أريدك أبداً أن تكوني متفرغه لهذا الخوف وهذا القلق، حوليه إلى شيء إيجابي وهذا ممكن جداً.

بالنسبة للعلاج الدوائي لا تتخوفي من الأدوية، الأدوية سليمة وهي تساهم في مساعدتك، لكن أتفق معك ليس هنالك ما يدعوك إلى أن تتناوليه لفترات طويلة، الطبيب الذي أعطاك البروزاك أعتقد أنه قد اتخذ قراراً صحيحاً قد أفلح في ذلك فجزاه الله خيراً، البروزاك دواء فاعل وممتاز ولا يؤدي إلى زيادة الوزن، كما أنه الدواء الأفضل مع الحمل حيث أن سلامته مضمونه بفضل الله تعالى، البروزاك نعم قد يؤدي إلى زيادة في اليقظة في بعض الأحيان وربما أحلام مزعجة بسيطة، لذا أريدك أن تتناوليه في الصباح، لا تتناوليه في فترة المساء أبداً تناوليه في الصباح وإن كنت على كبسولة واحدة وهي 20 مليجرام، إذا لم يحدث تحسن حقيقي فلا مانع من أن تكون 40 مليجرام لفترة شهر إلى شهرين وبعد ذلك ارجعي إلى الجرعة الوقائية العلاجية وهي كبسولة واحدة في اليوم.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، أشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر عبد الفتاح

    لامتقلقيش ابدا اختى كانت قلقانه اكتر منك باضعاف اضعاف ولكن بعد ما تمت الولاده كانت تقول لى انها كانت مبالغه جدا جدا بالخوفوان هيا مكانش المفروض تقلق بالشكل دا .كل دا من الشيطان عايز يحزنك اوعى تديله فرصه

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً