الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رغم حبي للسفر إلا أني أخاف منه، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 23 سنة، طالب جامعي، أحلم بالسفر إلى الغرب منذ الصغر، ولقد قدمت الكثير من التضحيات الكبيرة ومنها المالية في سبيل السفر، وتم قبولي في إحدى جامعات ألمانيا.

فترة الدراسة سنة ونصف مستمرة، ومن الصعب جدا العودة إلى الأردن خلال هذه الفترة، ويجب علي السفر بعد شهر تقريبا من الآن، ومشكلتي أني أصبحت أشعر بالخوف الشديد من السفر والغربة، ولا أعلم هل أستطيع الصبر على الغربة!

مررت بحالة نفسية استمرت ما يقارب الثلاث سنوات، وشفيت شفاء تاما، وأعتقد أن سبب الخوف أن عقلي ربط السفر بالحالة النفسية، وأنها سوف تعود إذا تغربت.

هل هذا الشعور طبيعي وسوف يزول، أم إنها حالة نفسية تحتاج لعلاج؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ yn حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الطبيعي إذا أراد الشخص أن يسافر إلى بلد آخر غريب بعيد عن أهله أن يُصاب بنوع من الخوف والتوجُّس، فهذا شيء طبيعي؛ لأنه سيفارق أهله وأصدقائه وأحباؤه، ثم يذهب إلى بلدٍ آخر، لا يعلم الكثير من الشيء عنه، حتى ولو كان هذا السفر لدراسة أو لعملٍ أو لغير ذلك، فهذا شعور حتى الآن شعور طبيعي أخي الكريم.

وفي البداية أيضًا عندما يذهب الشخص وينتقل إلى بلدٍ آخر يحس بحنين إلى الوطن، ويحس بضيق، ولكن سرعان ما يتأقلم على الوضع الجديد.

المشكلة هنا في الحالة النفسية التي تعالجتَ منها، لم تذكر ما هي بالضبط، وما هي أعراضها، وهل تمَّ تشخيصك أم لا، فإذا كانت حالة نفسية بسيطة فليس هنالك مشكلة في السفر، ولكن إذا كانت مرض نفسي معيَّن - مثلاً مثل الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية – فهذا غالبًا يتأثَّر بالسفر، وقد ترجع الحالة عندما يذهب الشخص ويترك أهله.

على أي حال: الإجابة الصحيحة أو النصح الصحيح لك هو أن تتوجّه إلى الطبيب الذي عالجك للحالة النفسية الأولى، وأن تذكر له أنك بصدد السفر إلى بلدٍ آخر لمدة سنة ونصف، وتصف له ما تحسّ به الآن من قلق وتوتر، وسيكون بموازنة الأمر وإعطائك النصح والإرشادات اللازمة، وإن اقتضى الأمر العلاج فسيقوم بذلك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً