الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توقفت عن علاج نوبات الهلع وأشعر بنغزات في الرأس وتوهم الأمراض!

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، العمر 24، أعاني من نغزات في الرأس مثل وضع الإبرة، غير مؤلمة ولكنها مزعجة، وأعاني من التهاب في الجيوب الأنفية.

كنت أعاني من نوبات الهلع متمثلة في الأمراض الخطيرة، والآن تأتي نوبات بعد التوقف من العلاج، ولكن حدتها بسيطة، مع العلم أنني متوقف عن العلاج منذ 6أشهر أو 8 أشهر، فهل يدل ذلك على عدم نجاح العلاج -وهو سيبراليكس15جرام+دوقماتيل 50او ستلازين 2جرام -؟

وأعاني أيضا عند النوم مع بداية نوبات الهلع إلى الآن من ألم في الرأس مع التوهم لمرض، عند البداية في النوم في فترة اللاوعي وليس النوم الكامل، ومرة فززت من النوم مع وجود ألم حول العين والخدين، والفكرة أنها تنزف وسوف تخرج، وأحيانا ألم في الرأس على أنه نزيف داخلي أو تمدد الأوعية الدموية في الرأس.

طبعا تأتي في أغلب الليالي أكثر من مرة، وفي ليال لا تأتي، وأحيانا مرة فقط.

عذراً على الإطالة، وشكراً على جهودكم. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الهادي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي: أنت شاب وفي هذا العمر الجميل والناضر والنضير يجب أن تستفيد من طاقاتك التي حباك الله تعالى بها، لا تُضيع -أخي الكريم- وقتك وعمرك الثمين مع هذه الأعراض النفسوجسدية. أنا لا أقول لك متوهمًا، أقول لك: إن الأساس نفسي قلقي توتري وسواسي، وهذا هو الذي يجعلك تحسّ بهذه الأعراض الجسدية التي تحدثت عنها.

فيا أخي الكريم: اصرف انتباهك عنها، تجاهلها تمامًا. هذه هي نصيحتي الأولى، وهذا ليس صعبا أبدًا. ولتساعد نفسك على تخطي هذه الأعراض: لا تعتمد على الأدوية كأساس في العلاج، اعتمد على الإكثار من التواصل الاجتماعي، وممارسة الرياضة، وحسن إدارة الوقت، والنوم الليلي المبكر، وأن تشغل نفسك بما هو مفيد، وأن تجعل لنفسك برنامج لإدارة المستقبل، وما هي طموحاتك وآمالك، ما الذي تريد أن تقوم به؟ ولابد أن تكون جزءًا أصيلاً في أسرتك، واحرص على النظام الغذائي لديك، وتجنب السهر.

بهذه الكيفية -أخي الكريم- إن شاء الله تعالى ستشعر أنك مُعافى، وعليك بالدعاء، والصلاة في وقتها..، هذه علاجات مهمَّة جدًّا، وأنا أسمِّيها صرف الانتباه، بمعنى: أن الإنسان إذا شغل نفسه بهذه الأشياء المهمة سوف ينصرف انتباهه تمامًا عن مشاغله التي يتحدث عنها.

فاحرص على هذا -أخي الكريم- وأنا أؤكد لك أيضًا -وللمرة الثانية- أن التواصل الاجتماعي مهم، الذين لديهم شبكة اجتماعية فعّالة وممتازة -خاصة مع الصالحين من الشباب- وُجد أنهم أسعد الناس، فاجعل لنفسك نصيبًا من هذه الصِّلاتِ الجيدة.

بالنسبة للدواء -أخي الكريم-: يمكن أن تستعمل عقار زيروكسات CR، وبجرعة صغيرة جدًّا، 12.5 ملجم يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 12.5 ملجم يومًا بعد يوما لمدة شهرٍ، ثم 12.5 ملجم مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء. سوف يُساعدك الدواء كثيرًا في تجنب حالات القلق الوسواسي الذي تعاني منه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً