الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من ضعف تقدير ذاتي ولا أجيد التواصل مع الآخرين!

السؤال

السلام عليكم.

أنا إنسانة قاست وعانت كثيرا، ولطالما بحثت عن سبب, وفي النهاية وصلت إلى أن مشكلتي بالأساس تكمن في نقص الثقة بالنفس, وضعف تقدير ذاتي, وصورة ناقصة عن نفسي, بالإضافة إلى مشاكل في التواصل، لا أجيد التواصل مع الآخرين, دائما أفشل في علاقاتي, أحيطكم علما أنني كنت أعاني من اكتئاب ما بعد الصدمة، نتج عنه فشل في حياتي اليومية وفشل دراسي, الآن -الحمد لله- تجاوزت هذه المشاكل بمساعدة طبيب نفسي وبمجهودي الذاتي.

الآن المشكل المتبقى عندي هو نقص الثقة بالنفس, وضعف تقدير ذاتي, وصورة ناقصة عن نفسي, فكيف أستطيع العمل عليها, طبيبي النفسي قال: إنني لم أعد أحتاج إليه, أرجو أن تفيدوني، ولكم مني كل الاحترام والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ASMAE حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية وأشكرك على ثقتك في هذا الموقع.

اتضح من خلال دراسات محكمة وموثقة ودقيقة ورزينة، أن معظم الذين يتحدثون عن نقص ثقتهم في ذواتهم يكونون على خطأ فيما يتعلق بتقدير ذواتهم، هذا الموضوع أثبت تماماً، وأن يتهم الإنسان نفسه بفقدان الكفاءة النفسية أو الاجتماعية هذا في حد ذاته يمثل إشكالية كبيرة، إذاً مفهوم الثقة بالنفس يجب أن لا نركن إليه كمقاس لمدى مقدراتنا أو قوتنا النفسية، والإنسان يتكون من أفعال ومشاعر وأفكار، الفكر السلبي يؤدي إلى مشاعر سلبية وكذلك لأفعال سلبية، لذا وجد علماء السلوك أن الإنسان يجب أن يحكم على نفسه من خلال أفعاله وليس من خلال مشاعره أو أفكاره، فأنا أريدك حقاً أن تحكمي على نفسك من خلال أعمالك وأفعالك وسلوكك الاجتماعي العام.

ولتحسني فاعليتك لا بد أن يكون لديك اجتهاد فيما يتعلق بتطوير الأسرة والاهتمام بشؤونها، لا تكوني فرداً هامشياً في أسرتك، كون في لب وقلب الأسرة، واسعي دائماً لأن تكوني نافعة لنفسك ولأسرتك ولمجتمعك، إذاً من خلال هذه المشاركات الأسرية الإيجابية تستعيدين -إن شاء الله تعالى- ثقتك في نفسك، لأن المقياس هو بالأفعال وليس بالأقوال أو الأفكار أو المشاعر.

الأمر الآخر هو أن تحددي لنفسك أهدافا دون أن تحكمي على نفسك، حددي لنفسك أهدافا وضعي الآليات التي توصلك إلى أهدافك، وابدئي في التطبيق دون تردد ودون أحكام مسبقة على نفسك بالفشل.

الأمر الثالث: تحسين النسيج الاجتماعي، الصلات الاجتماعية مهمة جداً في حياتنا، وهي وسيلة عظيمة جداً لاكتساب ما يمكن أن نسميه بالثقة في النفس،.

رابعاً: التمسك بالدين والحرص على الصلوات في وقتها، هذا من أعظم ما يقدمه الإنسان لنفسه ليساعد في بنائه الذاتي وتطوير نفسه ووجدانه وسلوكه، فاحرصي على ذلك.

خامسا: رؤيتك المستقبلية يجب أن تكون دائماً إيجابية، ومساعدتك للآخرين أيضاً سوف تشعرك بكثير من عزة النفس والثقة بالنفس وارتفاع الكفاءة النفسية لديك.

سادسا: مارسي الرياضة، أي نوع من الرياضة والتي تناسب المرأة المسلمة؛ لأن الرياضة تجدد الطاقات النفسية، وحين تتجدد الطاقات النفسية تزداد ثقتنا في أنفسنا.

أيتها الفاضلة الكريمة، أرجو أن تكوني منصفة مع ذاتك ولا تنقصيها حقها أبداً، انظري إلى إيجابياتك وسوف تجدينها كثيرة جداً، وبعد ذلك اقبلي ذاتك على هذه الشاكلة، وافهمي ذاتك ثم اسعي لتطوير ذاتك من خلال تعزيز ما هو إيجابي وإنقاص ما هو سلبي، بهذه الكيفية تحدث إن شاء الله تعالى قفزة كبيرة جداً في مفاهيمك حول نفسك، وتحسّين أن ذاتك بدأت تتطور بصورة إيجابية جداً، وأرجو أن تطلعي على بعض الكتب الخاصة بالذكاء الوجداني أو العاطفي، لأنه أيضاً يساعدنا لأن نتعامل مع أنفسنا بصورة إيجابية وكذلك الآخرين، فكتب الذكاء الوجداني الآن منتشرة، وهي كثيرة جداً وكلها مفيدة إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السودان محمد

    شكرا جزبلا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً