الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكن أن يتجدد ثقب طبلة الأذن حتى بعد شفائه والتئامه؟

السؤال

السلام عليكم.

زوجتي كانت تعاني من التهاب في الأذن الوسطى أثناء الحمل تسبب لها في ثقب بطبلة الأذن، وذلك في الشهر الثامن من الحمل وصف لها الطبيب مضادا حيويا، ونصحها بعدم وصول الماء والسوائل للأذن، وحافظت على ذلك وتناولت الدواء، ولم تعرض نفسها للماء حتى يلتئم الثقب، وتم بحمد الله الشفاء والتأم الثقب قبل الشهر التاسع من الحمل، وعاد السمع لطبيعته، واستمرت شهرا بكامله بشكل طبيعي، ثم تمت الولادة منذ أسبوعين الآن ورزقنا -والحمد لله-، ولكن منذ يومين بدأت تعاني فجأة من أعراض ضعف السمع كما حدث لها أثناء انثقاب الطبلة فهي تسمع الأصوات كأنها من تحت الماء.

وللعلم في المرتين حدث في نفس الأذن وليس الأذنان، ذهبنا لطبيب آخر غير الطبيب الذي ذهبنا له أثناء الحمل، وقام بالكشف على الأذن، وأخبرنا أن الطبلة سليمة، تعجبت كيف تكون نفس الأعراض والطبلة سليمة!! ووصف لها مضادا حيويا، ومضادا للالتهاب الفنترين.

سؤالي: هل من الممكن أن يتجدد ثقب طبلة الأذن حتى بعد شفائه تماما والتئامه؟ علما أن السمع كان قد عاد بشكل طبيعي والثقب التأم فعليا، وماذا نفعل حتى لا يتجدد مرة أخرى؟ وهل تشخيص الطبيب الثاني خاطئ؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الممكن أن يعود فيتجمع في الأذن الوسطى سوائل ناتجة عن الالتهاب, وطالما أنه لا يوجد ثقب فالسوائل تبقى في الأذن الوسطى، وهذا يؤدي للإحساس بالامتلاء في الأذن والضغط فيها مع نقص السمع والألم عندما يزداد تجمع السوائل فيها.

التشخيص بالفحص السريري، ولا بد من إجراء تخطيط معاوقة غشاء الطبل والضغط في الأذن الوسطى، وهو ما سيؤكد الضغط السلبي في الأذن والوسطى المصابة أو تجمع السوائل فيها.

العلاج أولا بإجراء مناورة تهوية الأذن الوسطى، والتي ندعوها مناورة فالسالفا وهي كالآتي:

إغلاق كلا فتحتي الأنف باليد، ثم ضغط الهواء بزفير قسري صعودا من الصدر باتجاه البلعوم، فالأنف (وليس الفم)، وللاستمرار بالضغط حتى يتراكم ضغط كاف لفتح نفير أوستاشيوس (الأنبوب الواصل بين الأذن الوسطى وبين البلعوم الأنفي)، وعبر هذا الأنبوب يمر الهواء قسريا نحو الأذن الوسطى، وهكذا يتم تعديل الضغط بداخلها، ويتحرر غشاء الطبل من الشد المطبق عليه نحو داخل الأذن الوسطى بسبب الضغط السلبي الذي كان داخلها.

يجب تكرار هذه الحركة كل عشرين دقيقة وبشكل مستمر لعدة أيام حتى تمام الشفاء بالنسبة للأذن الوسطى، وبالتزامن مع العلاج الدوائي كما يلي:

العلاج الدوائي يتضمن المضادات الحيوية ومضادات الاحتقان والتحسس مع القطرات الأنفية الموضعية، والتي تساعد في فتح أنبوب تهوية الأذن الوسطى الذي تقع فتحته مباشرة خلف الأنف، ولا بد هنا من مراعاة إن كانت المريضة مرضعا.

ليس بالضرورة أن يكون تشخيص الطبيب الآخر خاطئا؛ حيث إن الأعراض التي تصاحب التهاب الأذن الوسطى قد لا تتضمن ثقبا في غشاء الطبل.

الاستمرار على مناورة فالسالفا بشكل منتظم بحيث يجرى مرة كل ساعة بعد الشفاء لفترة لا تقل عن شهر قد يضمن عدم انتكاس الحالة, وقد يلزم إعطاء بخاخ الكورتيزون الأنفي الموضعي ( فليكسوناز, أفاميس, رينوكورت..) لعدة أشهر فيما بعد كوقاية من انسداد أنبوب التهوية الخاص بالأذن الوسطى (نفير أوستاشيوس), وبالتالي عودة انصباب السوائل في الأذن.

أرجو لك دوام الصحة والعافية من الله تعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً