الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب تعلق امرأة مطلقة بالرجال بدون إرادتها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا امرأة مطلقة، بعد الطلاق من زوجي أصبح عندي حالة: أحب الرجال بشكل كبير، كلما رأيت رجلاً أتعلق به بدون إرادتي! لا أدري ما هذه الحالة غير اللائقة، وأصبح عندي حالة نفسية إلى درجة صرت أخرج من البيت للبحث عن أي رجل للتحدث معه، ويعوضني عن الذي فقدته بسبب حالتي النفسية السيئة جداً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Marwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فإن الحياء للمرأة كالغطاء للحلوى، وإذا فقدت المرأة حياءها أصبحت عرضة للشرور ومكاناً للريبة، وإذا فقدت الحلوى غطاءها أصبحت مرتعاً للذباب والجراثيم، فحافظي على وقارك ولا تكلمي الرجال إلا في حدود الضرورة ووفق الضوابط الشرعية ودون خضوع في القول مع ضرورة أن يكون الكلام معروفاً وبمقدار الحاجة ودون زيادة عليها، وهذا هو أدب المؤمنات في كتاب الله تعالى: ((فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ))[الأحزاب:32].

وليس الطلاق هو نهاية المطاف وسوف يأتيك ما قدره لك، وما عند الله من توفيق لا ينال إلا بطاعته، فاشغلي نفسك بذكر الله وعبادته، فإن هذه النفس إذا لم نشغلها بالحق شغلتنا بالباطل، وإذا جاء صاحب الدين فلا تترددي في القبول وإذا كان بالإمكان العودة للزوج الأول فذلك أفضل.

واعلمي أن للطاعة ضياء في الوجه وسعة في الرزق ومحبة في قلوب الخلق، بخلاف المعاصي التي هي سبب كل شر وبلاء قال تعالى: ((وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ))[الشورى:30].

وإذا أحسست بضيق فأكثري من ذكر الله والسجود له سبحانه، فإن المؤمن ينال الطمأنينة بذكره لله قال تعالى: ((الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ))[الرعد:28]، وأسعد الناس من أطاع الله ورضي بما قدره له سبحانه وقضاه.

ونسأل الله لك الهداية والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً