الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي أسباب السكتة القلبية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بارك الله فيكم على إجابة السؤال السابق، أسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء في الدنيا والآخرة.

أنا شاب عمري 20 سنة، تأثرت سابقا بشخص مات إثر سكتة قلبية، ولازمتني مخاوف ونولات هلع، صرت أتخيل أنني سأموت كل لحظة بسببها -عافانا الله وإياكم، ورزقنا حسن الخاتمة-، عملت تحاليل دم وإيكو وتخطيط القلب، وكانت النتائج سليمة -الحمد لله-.

مرت مدة من الزمن والوسواس ينتقل بي من شيء لآخر، وأنا أحاول أن لا أبالي وأنسى، -والحمد لله- تتحسن حالتي تارة، وأشعر بالاكتئاب تارة أخرى، نسيت موضوع السكتة بعد أن قرأت أنها تصيب الكبار في السن والمدخنين أكثر، وأنا لست منهم، ولا أعاني أي مرض -والحمد لله- على نعمه.

قرأت أيضا أنها تحدث أساسا نتيجة انسداد في شرايين القلب بسبب السمنة، وأنا وزني 73 كلغ، وأمارس الرياضة، لكن يوم أمس حدث شيء أعاد لي مشاعر الخوف، حيث توفي لاعب كرة قدم ينشط في فريق صغير في بلدي، عمره 22 سنة بسبب سكتة قلبية، حاولت الاطلاع أكثر فوجدت من قال إنه كان يعاني من مرض في القلب، وآخرون مقربون إليه قالو إنه كان بصحة جيدة.

أعلم أنه من قضاء الله وقدره، وأن ساعته حانت، لكن أصابني الخوف، ولا أدري أهي من وساوس الشيطان، وكيف أتغلب عليها؟ وأرجو أن تخبرني ما هي أسباب السكتة القلبية، وأن تشرح لي عن أساب الرجفان البطيني، فقد سمعت أنه المتسبب الرئيسي فيها، وما المدة الزمنية لكي أشفى من نوبات الهلع، وأعود لحياتي الطبيعية.

أرجو الإجابة على أسالتي، وأجركم على الله، جزاكم خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:


لقد عرضتَ مشكلتك -كما ذكرتَ- وهو نوبات هلع مع مخاوف وسواسية وقلق من أن تحدث لك هذه السكتة القلبية، وطبعًا تحسَّنت، ولكن عادتْ مرة أخرى -كما ذكرت- مع هذا الحادث الأخير وهو وفاة لاعب كرة القدم.

يا -أخي الكريم-: أنا لن أسترسل في شرح السكتة القلبية وأسبابها وطريقة حدوثها، لأن هذا يُعضد المخاوف الوسوسية، ويُثبّتها، ولا يعالجها، العلاج هو التخلص من هذه المخاوف الوسواسية، بالتوقف عن قراءة كل ما يُكتب عن السكتة القلبية، أو أمراض القلب، أو زيادة الأطباء في هذا الخصوص، فهذا يثبت الوسواس، والعلاج هو التجنب الاستجابة للمخاوف الوسواسية، نعم سوف يحصل قلق وتوتر في البداية، ولكن هذه المخاوف الوسواسية سوف تختفي بعد ذلك.

علاجك -أخي الكريم- إمَّا علاج نفسي بالاسترخاء، وخفض التوتر عن طريق الاسترخاء العضلي أو الاسترخاء عن طريق التنفس، وقد تحتاج إلى بعض الأدوية من فصيلة (SSRIS) المضادة للقلق، مثل (سبرالكس) أو (السيرترالين) أو (زيروكسات)، مع العلاج النفسي هي المهمَّة -أخي الكريم- وقد عملتَ أشياء أنت بنفسك كممارسة الرياضة -كما ذكرتَ- وقد ساعدك، ونرجو الاستمرار في هذا، والتوقف عن هذه الأسئلة المتكررة عن السكتة القلبية وغيرها.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً