الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أقبل بمعاملة أختي السيئة لزوجتي، فما التصرف الصحيح؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسشارتي بخصوص مشكلة عائلية، القصة باختصار: أنا شاب متزوج منذ ثلاث سنوات تقريبا، سعيد في حياتي الزوجية -بفضل الله-، برغم أن الله لم يرزقنا بأطفال، ولكنني أحب زوجتي، وأحترمها وأقدرها، وهي كذلك.

لدي أخت مطلقة ولديها بنت عمرها 4 سنوات، يعيشون معنا في المنزل، طليقها لا يسأل عن ابنته، ولم يرها منذ ولادتها، ولكنه مكتف فقط ببعض النفقة الشهرية التي يرسلها كل شهر، وهي قليلة لا تكفي.

ليس لأختي أحد غيري يرعاها بعد وفاة أمي وأبي، وأنا -والحمد لله- أحاول بقدر المستطاع ألا أقصر من ناحيتها بأي شيء، وأحس أن بنت أختي هي ابنتي، ولا أستطيع أن أرفض لها طلبا، وأقوم بكل شيء يخصهم، وكذلك زوجتي تحاول مساعدتهم بأي شكل، ولا تبخل عليهم بشيء.

المشكلة أن أختي تعاني من مرض نفسي، وهو الشك، وعدم الثقة في الآخرين، تم عرضها على طبيب نفسي، وصرف لها دواء مضادا للاكتئاب اسمه (سيبرالكس)، وبسبب ذلك كثيرا ما تؤذي زوجتي بكلام، ونظرات جارحة، وتعاملها بطريقة سيئة، وتشك في معاملتها مع ابنتها، وتعتقد أن زوجتي يمكن أن تؤذي ابنتها، وبالرغم أن مسكن أختي منفصل عن مسكني، ولكننا في منزل واحد، ولا أستطيع منعهم من القدوم إلينا هي وابنتها بسبب تعلقهم بي، تحملت كثيرا هذا الوضع، ولكنني لا أقبل بمعاملة أختي السيئة لزوجتي، أفيدوني بطريقة عادلة للتعامل مع هذا الوضع.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نسأل الله أن يتولاكم بحفظه، وأن يصلح شأن أختك، والجواب على ما ذكرت يكمن في الآتي:

بداية نشكر لك حسن صلتك بأختك، والإحسان إليها، وهذا من أعمال الخير الذي ستلقى ذخرها في الدنيا، سعادة وعافية وسعة في الرزق، وطولا وبركة في العمر، وفي الآخرة رضى من الله تعالى ودخول الجنة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أحب أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه» رواه البخاري.

أما المشكلة التي ذكرتها عن أختك فهذا أمر يحتاج إلى تأن في معالجته، ويمكن أن أدلك على بعض من تلك المعالجات.

- أكثر من الدعاء لأختك بأن يصلح الله حالها، وأن يرزقها زوجا صالحا.

- اجعل زوجتك تهدي لها هدية بين فترة وأخرى حتى تحصل المودة بينهما، كما أن على زوجتك أن تثني على أختك أمامك، بأنها طيبة وصاحبة خلق، حتى تستطيع أختك تقبل زوجتك ويحصل المودة بينهما، كما أن على الزوجة أن تصبر على ما يصدر من أختك وتحتسب ذلك عند الله، فلها أجر عظيم لأن هذا طاعة لله، ومن حسن العشرة لك.

- ابحث لأختك عن زوج صالح، فإن الذي يحدث منها بسبب أنها تشعر أن زوجتك سعيدة معك، وهي ليست كذلك فهي مطلقة وليس لديها من يؤنسها.

- يمكن أن تغيروا أسلوب العلاقة معها، فتذهبوا إلى سكنها ومعكم حلوى ونحوه وتجلسون عندها بدل أن تأتي إليكم، كما يمكن أن تخرجوا سويا في نزهة عائلية، بحيث يحصل تجدد في العلاقة بينكم.

- لا بأس -أخي الكريم- أن تذهبوا إلى طبيبة نفسية لعلها أن تقدم لها بعض الإرشادات، أو الدواء الذي قد يخفف مما تعاني منه.

لا أنسى -أخي الكريم- أن أدعو لك بأن يجعلك الله سعيدا معافً أنت وأهلك وأختك ومن تحب، وأن يرزقك الذرية الصالحة الطيبة إنه جواد كريم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً