الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجفاف في بعض أصابع اليد .. التشخيص والعلاج

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من جفاف في أصبعي السبابة والوسطى يظهر في أول عقلتين من الأصبعين خطوط كثيرة ومتداخلة وخطوط أخرى بالطول كثيرة وجافة جداً، وذهبت لأخصائي أمراض جلدية فقال أنه جلد رقيق متكرمش، وكتب لي كريم مرطب استعملته لمدة أكثر من شهر ولا توجد أي نتيجة، فهل يمكن أن يكون هذا ناتجاً عن نقص فيتامين معين في الدم أو أن يكون مرضاً جلدياً آخر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Eman حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إني لأستغرب أن يكون تشخيص طبيب الأمراض الجلدية (جلد رقيق متكرمش) فهذا ليس بتشخيص، وإنما وصف، فهلا تيقنتِ من الجواب؟ ثم هل بالإمكان إعطاء اسم الكريم المرطب الذي وصفه؟ لأن العلاج باسمه وفعله قد يرشد إلى التشخيص والتدبير.

الوصف الذي ذكرتيه هو أحد ثلاث احتمالات (الصدفية، والأكزيما المزمنة، والفطريات).
أولاً الصدفية:
الصدفية هي مرضٌ مزمن، غالباً ما يُصيب القدمين واليدين معاً، وقد يبدأ بأحدهما ثم قد يصيب المناطق الأخرى، والخشونة أو الجفاف فيه عبارة عن سماكة جلدية ذات حدود واضحة، وقد يكون هناك جزر من الجلد الطبيعي بين المناطق الخشنة، وغالباً ما يكون هناك مناطق أخرى غير القدمين خاصة الكوعين أو الركبتين أو جلدة الرأس، الخزعة الجلدية قد تدعم وتؤكد التشخيص.

العلاج هو بالمراهم الكورتيزونية، أو الأشعة فوق البنفسجية، أو العلاجات عن طريق الفم في الحالات المزمنة، مثل مستحضرات الريتينويد، خاصةً الأسيتريتين، وقد تُفيد مشتقات فيتامين (د 3 ) موضعياً تحت ضماد كتيم طوال الليل، في حال وجود قصة عائلية للصدفية فهذا يزيد الشك بوجودها على اختلاف أشكالها.

ثانياً: الأكزيما المزمنة المتحززة:
أكزيما التماس غالباً ما تبدأ حاكة، وغالباً ما تبدأ من مواضع التماس، كالتماس مع القلم، أو ما يمسك باليد، خاصةً موضع التبدلات الجلدية المذكورة، وغالباً ما تكون هناك قصة تحسس عند الشخص نفسه، أو حتى عند عائلته، كذلك فإن الخزعة الجلدية قد تدعم وتؤكد التشخيص، إن تجنب السبب، وعدم التساهل في ذلك هو الخط الأول في العلاج، كما وأن المراهم الكورتيزونية قد تحسّن الحالة في حال غياب الأسباب.

ثالثاً: الفطريات:
الفطريات غالباً ما تبدأ بطرف واحد، ثم تنتقل إلى الطرف الآخر، وغالباً ما يكون لها حواف واضحة، مع وجود الحواف المقتلعة المميزة للفطريات، كما وأن استعمال المراهم الكورتيزونية يزيد من شدتها بعد تحسن مؤقت، وما يؤكد التشخيص هو الفحص المباشر المجهري أو المزرعة الفطرية.

العلاج هو بمضادات الفطريات عن طريق الفم، ويفضل إعطاؤها تحت إشراف طبيب، أو مضادات فطريات موضعية، ولا مانع من استعمالها مرتين يومياً إلى أن يحدث التحسن الكامل أو الشفاء بإذن الله تعالى، وهذا قد يستغرق أسابيع عدة.
إن استعمال المرطبات لوحدها دون التشخيص قد يُعطي شيئاً من الرطوبة والمرونة للجلد ولو بشكل مؤقت، ثم لا تلبث التظاهرات بالانتشار من جديد؛ لأن المرطب ليس علاجاً نوعياً لأي من الأمراض المذكورة أعلاه، وقبل التفكير بالعلاج علينا التفكير بالتشخيص.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً