الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلي خديج ويعاني من مشاكل في التنفس وتناول الحليب!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

جزاكم الله خيراً على هذا الموقع المفيد.

أنا أم لخديج، ولد بتاريخ 24/2/2018، والذي كان يفترض أن يولد بتاريخ 7/5/2018، اضطرت الطبيبة لتوليدي مبكراً بعملية القيصرية في الأسبوع 29 و 4 أيام بسبب نقص السائل الامنيوسي حول الجنين.

ولد ابني بوزن 1265، كنت قد أخذت 4 إبر الكورتيزون على جرعتين بعد 24 ساعة قبل الولادة بأسبوع احتياطاً بسبب نقص السائل الامنيوسي، وبشرتني طبيبة التوليد بأن المولود قد بكى بعد الولادة مباشرةً، وأن بكاءه شيء حسن لصحته، وتم عمل له الفحوصات اللازمة، ولم يشخص -ولله الحمد- بوجود أية أمراض خلقية أو وراثية.

ابني الآن له 20 يوما في الحضانة تحت التنفس الصناعي والمعالجة الضوئية، ويتغذى بالمغذي عن طريق الوريد وبحليبي عن طريق الأنبوب.

في البداية بدأ الطبيب الحليب بمقدار 2 مل كل 3 ساعات، ورفع مقدار الحليب تدريجياً إلى أن وصل ل15 مل كل ساعتين، لكن لم تتحمل معدته مقدار الحليب، واضطررنا لإيقاف الحليب لبضعة أيام، وتم نقل الدم لمرة واحدة بعد 17 يوما من الولادة.

يقول الطبيب بأن وضعه جيد جداً، والمضاعفات التي حصلت بسيطة، ومن الممكن أن يحصل لكل الأطفال الخدج، ولم تحصل مضاعفات خطيرة إلى الآن -ولله الحمد والمنة-.

ما يقلقني الآن هل من الممكن حدوث مضاعفات خطيرة بعد أن تجاوز ابني قرابة 3 أسابيع بدون مضاعفات خطيرة؟ إذ إنني قرأت بأن الخدج يتعرضون للمضاعفات في الأسابيع الأولى من الولادة.

وما المقصود بالأسابيع الأولى؟ هل هو الأسبوع الأول أم الثاني أم أكثر؟ مع أنني أخذت إبر الكورتيزون، ولماذا ابني احتاج للتنفس الصناعي؟

وهل صحيح ما قرأت بأن إبر الكورتيزون تخفف من مخاطر نزيف الدماغ لدى الخدج؟ متى تكتمل رئة الخديج؟ إذ يستطيع التنفس طبيعياً خديج الأسبوع 29؟ كم يحتاج البقاء في الحضانة؟ ومتى يستقر وضعه إلى أن يكمل ابني عمره الرحمي -إن شاء الله-؟ هل تتحسن المضاعفات التي حصلت، أم أنها ستمتد لأشهر من عمره الافتراضي وتتحسن تدريجياً؟

أعتذر عن الإطالة؛ فأنا ووالده قلقون على صحة وليدنا، وأرجو الدعاء لابني بأن الله يمد في عمره، وهو بأتم الصحة والعافية، وأن يعود إلى أحضان والدته عاجلاً غير آجل.

وشكراً جزيلاً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى له الشفاء العاجل.

بالطبع أفضل وضع للطفل هو رحم الأم إلى أن يتم التسعة أشهر، وفي حالة الولادة المبكرة لأي سبب من الأسباب، فسيكون الطفل غير مكتمل النمو من ناحية الوزن، كما أنه غير مكتمل في نضج كافة الأعضاء، ومنها الجهاز التنفسي والهضمي والمناعة والجهاز العصبي.

ويصف الأطباء عقار الكورتيزون للمساعدة في عملية إتمام نضج الجهاز التنفسي وقيامه بدوره الفعال بعد الولادة، لكن لا يزال بعض المواليد بحاجة إلى المساعدة عن طريق جهاز التنفس حتى يتم تقليل استخدامه تدريجيا إلى أن يتم فصله عن الجهاز بعون الله، ويعود الطفل إلى التنفس الطبيعي.

كذلك بالنسبة للهضم لا يستطيع الطفل الخديج الهضم بصورة طبيعية، وتتأرجح الفترة التي تعقب الولادة بمراحل يمكن أن يهضم الطفل فيها الطعام، أو يعاني من صعوبات، ولابد لأطباء الحضانة من الحذر والتأرجح بين إطعام الطفل أو تصويمه بحسب حالته الصحية وتقبله للحليب، وقد يحتاج إلى التغذية الوريدية لبعض الوقت إلى أن يقرر الأطباء قدرته على تناول الحليب بالفم بصورة كاملة تغطي حاجته اليومية بدون استخدام للتغذية الوريدية.

كما أن الطفل الخديج معرض للالتهابات بصورة متكررة بسبب ضعف المناعة، وفي حالة حدوث التهابات فقد يقوم الطبيب كذلك بإيقاف التغذية، أو قد تطول فترة الحاجة إلى أجهزة التنفس.

بصورة عامة الطفل الخديج يكون أكثر عرضة للمشاكل الصحية من الطفل المكتمل النمو، وكلما مرت الأيام وتحسن وضع الطفل قلت حدة الخطورة والمشاكل المصاحبة.

بالطبع لا يمكن تحديد فترة محددة لنقول إن الطفل قد مر من الفترة الحرجة بسبب تفاوت المشاكل التي قد يتعرض لها الخدج من طفل إلى آخر، وبحسب الحالة الصحية العامة؛ لذا الجزم بوقت معين يصعب تحديده إلا أن الطبيب المعالج قد يرى درجات التحسن بالتدريج، وبالتالي يخبر الأهل بالوضع الصحي يوما بعد يوم.

إذا اكتمل نمو الطفل الخديج بعد الولادة إلى سبع وثلاثين أسبوعا أي الفترة بعد الولادة وفترة الحمل، فيكون قد وصل إلى عمر أقرانه من الأطفال المولودين طبيعيا، إلا أنه كذلك قد يعاني من مشاكل لفترات أطول بحسب الفترة التي قضاها بالعناية، والمشاكل المصاحبة فقد يعاني الخديج من مشاكل في التنفس أو مشاكل متعلقة باستخدام الغذاء الوريدي أو مشاكل متعلقة بالكبد أو الجهاز العصبي ومشاكل التغذية، إلا أنه كلما كانت خبرة أطباء الحضانة كبيرة، وكانت الحضانة مجهزة بدرجة عالية كلما قلت مثل هذه المشاكل، كما أن المتابعة الدورية بعد الخروج من الحضانة من الضروريات.

نسأل الله لولدكم الشفاء العاجل وأن يقر الله أعينكم به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً