الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي أصبح يضحك لوحده بعد توقفه عن علاج الهلوسة والاكتئاب!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحييكم على مجهوداتكم القيمة ومساعداتكم المتواصلة.

أسألكم عن حالة استعصى علينا تشخيصها وإيجاد حلول لعلاجها.

لدي أخ، عمره 33 سنة، عازب، منذ ثمان سنوات كان قد أصيب بقلق واكتئاب وهلوسة، تمكنا آنذاك من إقناعه بالذهاب لطبيب نفسي، وأعطاه وصفة من دواء ميديزابين، وبعد استعماله تحسنت حالته جيدا، إلا أنه بعد مرور ما يقارب أربع سنوات على العلاج لم يعد يهتم بشرب الدواء، وانقطع عنه حتى عادت حالته تتدهور، وتمكنا بعد مشقة من إقناعه ليعود لطبيب نفسي آخر، فتابع العلاج بشكل جيد لمدة أربع سنوات أخرى، تحسن فيها فصار يخفض له الدكتور من الجرعات تدريجيا، ومن قوة الدواء صار يستعمل دواء سلونترا، ولكن وبعد انتكاسة طرد من العمل منذ شهر.

يعيش اليوم أسوأ أيامه، بعد قطعه للدواء ورفضه التام للعلاج، بل إنه يدعي أننا حمقى، وأنه على ما يرام، كره زوجة أخي كرها شديدا، حتى رجعت بسببه لمنزل والديها خوفا منه، يدعي أن البركة تنزل بسببه، وأننا لسنا إخوته، يضحك أحيانا لوحده.

لم نعد نتحكم في الوضع؟ فأرجوكم ما الحل أو ما هي الطرق الفعالة لمساعدته وإقناعه بالعلاج؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ سليمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من سياق الكلام والأعراض التي ذكرتها وعودتها بعد التوقف عن العلاج؛ فغالباً أن أخاك يعاني من مرض ذهاني وغالباً ما يكون فصاما. الضحك لوحده والشكوك فيمن حوله وظهور الأعراض بعد التوقف عن العلاج كل هذه من أعراض مرض الفصام العقلي -يا أخي الكريم-، وطالما لأكثر من مرة أخوك ينتكس بعد التوقف عن العلاج؛ فإنني أرى الآن أن عليه الاستمرار في العلاج لبقية عمره حتى يعيش حياة متوازنة من غير أعراض ومن غير مشاكل.

إذاً: عليكم بالعمل على إرجاعه إلى طبيب نفسي بالحسنى أو بالشدة؛ لأنكم إذا تركتموه هكذا ستتدهور الحالة تدهوراً شديداً، وإذا رفض العلاج فيمكن أن يعطى حقنا شهرية مضادة للذهان وتحل محل الأدوية للذين لا يستعملون الأدوية باستمرار، وكل هذا يجب أن يكون تحت إشراف الطبيب النفسي؛ لذا: عليكم بمراجعة الطبيب النفسي مرة أخرى، وشرح الحالة التي حصلت معه والتدهور الذي حصل في سلوكه، واستصحاب فكرة الإبر الشهرية، فيمكن بناء على ما عنده من أعراض قد يكتب لكم الحقنة، ويمكن أن يعطيه ممرضا في منزله، وبعد أن يتحسن يمكن أن يستمر في أخذ الحقنة باستمرار، وبعدها يمكن أن يعود إلى أخذ الدواء عن طريق الفم ولكن هذه المرة لا أرى أن يتوقف الدواء على الإطلاق، ويستمر فيه إلى أجل غير مسمى.

وفقكم الله وسدد خطاكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً