الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من آلام مزمنة في البطن، وخفقان في القلب، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري ٢١ سنة، وطولي ١.٧3 سم، ووزني ٥٠ كلغ، لدي أسئلة كثيرة من بينها:
أحس بخفقان في القلب يضرب أكثر من المعتاد، وقبل سنتين ذهبت إلى مستشفى خصوصي، طلبوا مني تخطيطا للقلب، والنتيجة سليمة، وقبل أسبوع عملت تخطيطا للمرة ثانية، وتحاليل لفقر الدم مع تحليل أجسام مضادة، والسكر، وأيضا كل شيء سليم -والحمد لله- ولكن هذه الزيادة تقلقني عند ممارسة أي رياضة، فيصبح الخفقان قويا جدا، وأحس باختناق، ومع أي اختناق أتجشأ فأصبح أفضل، فهل من الممكن أن تفسر لي يا دكتور؟

وأيضا أعاني من آلام مزمنة في البطن، مع كثير من الغازات، وكثرة التجشؤ عند أي فعل، وعند أكل أو شرب أي شيء، وعند أكل أي شيء أحس بصعوبة في هبوط الطعام فلا بد من شرب الماء لكي يهبط، أحس به عالقا في الصدر، وعند شرب الماء ينزل كافة الطعام دفعة واحدة، فما العلاج؟ مع أنني أعاني من انتفاخ وآلام مزعجة في البطن، وحموضة، وحرقة المعدة، مع إمساك في كثير من الوقت مع ظهور إسهال قليل.

والمشكلة عند شرب القهوة أحس بدوخة مع عدم القدرة على تثبيت أعصابي، فلا بد أن أحرك رجلي أو أفعل أي شيء، فإذا لم أفعل شيء أحس بصعود شيء ما من البطن إلى الفم مع اختناق، فما العلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ معاذ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن الواضح أن شخصيتك (anxious personality) أي شخصية قلقة ومتسرعة، ولذلك تعاني حتى من مشاكل في الطعام، وعدم القدرة على بلع الطعام؛ لأنك لا تأخذ وقتك في مضغ وبلع الطعام بشكل متأني، مما يؤدي إلى بلع لقيمات وكمية من الطعام بشكل مبكر قبل المضغ، وهذا يحتاج إلى ماء لتسهيل عملية البلع، إنما لا يوجد لديك ما يدعو للقلق، ولا يوجد لديك مشكلة أو انسداد في المريء فقط تناول طعامك على مهل، وبكميات قليلة، وخذ وقتك في المضغ، ويمثل ذلك جزءا من ترويض الشخصية القلقة.

كذلك فإن الإمساك والغازات والانتفاخ ومشكلة القولون مرتبطة بنوعية الطعام الذي تتناوله، وبنوعية شخصيتك القلقة، ومن المعروف أن القولون يحتاج إلى المزيد من السوائل من الماء، والعصائر الطازجة، ومن الخضروات المطبوخة، كذلك فإن القولون يحتاج المزيد من الألياف الطبيعية الموجودة في شوربة حبوب الشوفان، والبرغل ومجروش القمح، مع ضرورة تناول السلطات، مع الإكثار مع زيت الزيتون.

وللتخلص من الغازات والإمساك يمكنك تناول أقراص الخميرة وكبسولات (Probiotic) قبل الوجبات للمساعدة على الهضم لاحتوائها على بعض الخمائر والبكتيريا النافعة، ويمكنك كذلك تناول عصير اللحاء الداخلي لنبات الصبار عند خفقه في الخلاط، مع القليل من العسل والليمون وأوراق النعناع الطازجة، مع الإقلال قدر الإمكان من شرب الشاي والقهوة لاحتوائها على مواد تؤدي إلى الإمساك.

ولا مانع لحين تغيير نمط الغذاء من تناول حبيبات (agiolax) ملعقة كبيرة على كوب ماء مرتين في اليوم عند الضرورة أو تناول ملعقة كبيرة من زيت الخروع (castor oil) على كوب من عصير البرتقال عند الضرورة، أيضا هو زيت موجود في الصيدليات.

ومن أعراض الشخصية القلقة: وجود خفقان في القلب إذا سلمنا أنك لا تعاني من فقر الدم، أو أية أمراض أخرى، ومع سلامة تخطيط القلب خصوصا وأنك تعاني من النحافة أيضا حيث إن معدل كتلة جسمك أقل من 17 وهذا معدل نحافة، وتحتاج إلى تناول المزيد من البروتين والحيواني والنباتي، وتناول المزيد من الحليب والفواكه والتمور؛ للعمل على زيادة الوزن، ومن المهم في النهاية فحص البراز للبحث عن جرثومة المعدة الحلزونية، (H-Pylori) حيث إن الإصابة بتلك الجرثومة يؤدي إلى الحموضة، وألم البطن، والشرقة وبحة الصوت، وعند تشخيصها هناك علاج لتلك الجرثومة معروف بالعلاج الثلاثي يعرفه الأطباء.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً