الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر أني منبوذ منذ صغري ولا أجد من يحبني

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب أبلغ من العمر 25 عاماً، عشت طفولتي وحيداً ومنبوذاً، وإلى اليوم أشعر بوحدة قاتلة رغم من حولي الآن بسبب وحدتي سابقاً.

أنا شخص محب لمن حولي بشدة، ولكني لا أستطيع البوح بمشاعري لمن حولي؛ نظراً لخجلي الزائد الذي يدمر حياتي ويقتلني تدريجياً، فيظنونني متمرداً أو متعالياً عليهم، أو لا أكن لهم نفس المشاعر فيبتعدون عني.

أحياناً أرغب في أن يحتضنني أحد، وأبكي كثيراً نظراً لما عانيته ولا زلت أعانيه، ولكن أيضاً لا أستطيع لعله يظن شيئاً آخر بعقله وتتغير نظرته إلي.

كنت قد أخذت علاجاً نفسياً للوحدة والاكتئاب لمدة سنة بسبب ذلك الأمر، وبعد أن أنهيته عدت كما كنت من قبل، بالإضافة أني دعوت الله سابقاً أن أقرأ ما في أذهان الآخرين لأستريح، وبالفعل تحققت من قريب ودائماً أتوقع ما يفكر به الآخرون، ونفس الرد الذي سيخرج منهم، ولم أدرك عواقب ما تمنيت قبل أن أتمناه.

بالإضافة أني أحببت الكثير وصارحتهم عما قريب، ووجدتهم لا يكنون نفس المشاعر تجاهي، ويتجاهلونني ولا يستحقون تلك المودة، وهذا ما جعلني أحيانا أفكر في الانتحار، لأن نفسي مقتولة بما عانيته وأعانيه.

أرى الناس حولهم الكثير من الرفاق والمودة بينهم، بينما أنا لا زلت وحيدا لا يشعر بي أحد منذ طفولتي، وهذا الأمر استغله البعض ودمرني نفسياً وحطمني، وما أعانيه اليوم هو عامل نفسي، وليس بسبب ترك الصلاة لأني مواظب عليها، وأخذت علاجاً نفسياً من قبل، وعندما أنهيته عدت كما كنت، وهذا يجعلني بين خيارين لا ثالث لهما: إما أن أنتحر، أو أعيش طيلة حياتي مقتولاً وأنا حي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هون عليك، ومهما كانت صعوبة الطفولة والقسوة التي عانيتها والوحدة والانطوائية، فكل هذا مقدور عليه و-إن شاء الله- يذهب -بإذن الله-، لا تجعل لليأس طريقاً إلى قلبك، ودليلك في ذلك أنك استفدت من العلاج النفسي لمدة سنة، ولعله كان علاجاً دوائياً فقط، ولذلك عندما تركته عادت لك المشاكل.

يا أخي الكريم: علاجك الأساسي هو علاج نفسي، تحتاج إلى التواصل مع معالج نفسي لعقد جلسات نفسية أسبوعية لفترة من الزمن، تبث فيها همومك، تشكو إليه، تتكلم عن مشاعرك التي تود أن تبوح بها، وكما ذكرت هي مشاعر جياشة وفياضة.

لذلك -يا أخي الكريم- إني أرى أنك قد تستفيد من العلاج النفسي استفادة طيبة، فلذلك علاجك هو علاج نفسي، التواصل مع معالج نفسي من خلال علاج جلسات نفسية فردية لفترة من الوقت، و-بإذن الله- تستطيع أن تصل إلى اطمئنان داخلي، وتستطيع بعد هذه الجلسات أن تتواصل مع الناس، وتكون لك صداقات، وتذهب هذه الوحدانية، وهذا التشاؤم، وهذه النظرة السلبية للعلاقة مع الآخر.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً