الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلتي مع الدوخة والزغللة وتسارع نبض القلب فهل السبب عضوي أم نفسي؟

السؤال

بسم الله
أولا: أحب أن أشكر القائمين على هذا الصرح المتميز، جعله الله في ميزان حسناتكم.

الموضوع بدأ معي منذ أسبوعين، كنت جالسا وشعرت مرة واحدة بدوخة وزغللة بسيطة وتسارع في دقات القلب، ذهبت للطوارئ بأحد المستشفيات، وأجريت تحليل الدم والغدة الدرقية ورسم القلب، وتحليل بروتين سي، وظهرت كافة التحاليل سليمة.

خلال الأيام التي تبعت ما تعرضت له بدأت أحس بصداع أسفل الرأس، وحالة من التوهان والتعب، وزغللة بسيطة مستمرة، مع ضغط بسيط في الأذن طوال اليوم، توجهت لطبيب أنف وأذن وحنجرة، لأنني اعتقدت أن المشكلة يمكن أن تكون من الأذن الوسطى أو الداخلية، كتب الطبيب عددا من الأدوية لكن دون نتيجة.

توجهت لطبيب الأمراض الباطنية، وقال يمكن أن يكون الموضوع بسبب الإجهاد وقلة الراحة، وكتب لي كلاريتين وبخاخا للأنف، وطلب مني عددا من التحليل، وطلعت سليمة.

قررت الذهاب لدكتور المخ والأعصاب، لعدم ارتياحي، واستمرت حالة التعب المستمرة بالأعراض السابقة، طلب مني الدكتور أشعة رنين مغناطيسي على المخ وفقرات الرقبة، و-الحمد لله- كانت سليمة.

شخص الطبيب الحالة بأنها التهاب في الأعصاب، وكتب دواء ميلجا ومسكنات، تحسنت بالأيام السابقة، ولكنني ما زلت أعاني من حالة غريبة تأتي وأنا نائم، فأصحو من نومي وأحس بهدوء غريب حولي، وحالة من الغرابة مع دوخة ودقات قلبي تزيد، هل الموضوع عضوي أم نفسي؟ لأنني احترت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ MOHAMED حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الشعور بالدوخة والزغللة وتسارع نبض القلب المفاجئ يسمى Vasovagal syncope، وهو عبارة عن دوخة مفاجئة ودوار، ويصاحبها تعرق وزيادة في ضربات القلب، وهي أعراض مرتبطة بالاستثارة التي تحدث للعصب اللاإرادي العاشر، والمسمى بالعصب الحائر Vagus nerve، ويحدث ذلك أيضا عند الوقوف المفاجئ من وضع الرقاد.

ومن الأسباب التي تؤدي إلى استثارة العصب الحائر رؤية منظر غير مريح، مثل فيديو لحادث، أو شم رائحة دواء أو مطهر، ويؤدي ذلك إلى الدوخة والدوار والغثيان والتعرق، حيث يحدث توسع للأوعية الدموية الطرفية، وينسحب الدم من الدورة الدموية إلى الأطراف، وتشعر بزيادة نبضات القلب وسخونة الوجة والغثيان، أو القيء والتعرق، وقد يصل الأمر إلى فقدان الوعي.

عند الاستلقاء على الأرض ورفع الأقدام إلى الأعلى يبدأ الجسم في إعادة ترتيب نفسه، وتصل الدورة الدموية إلى المخ ويستعيد الإنسان وعيه تدريجيا مع شرب بعض العصائر، وقليل من الملح أو الأجبان المالحة أو الزيتون المخلل، وهذه الحالة يتم التخلص منها بالتعود التدريجي على المواقف، والحذر عند التواجد في بعض الأماكن، أو رؤية المناظر التي تؤدي إلى تلك الحالة، وعدم الوقوف المباشر من وضع الرقاد، بل يؤجل الجلوس في السرير لعدة دقائق قبل الوقوف، ولكن ليس هناك خطورة.

قد زرت ثلاث أطباء: طبيب قلب، وطبيب أنف وأذن، وطبيب مخ وأعصاب، وجميعهم أجموا على سلامة الفحوصات وسلامة الكشف الطبي، ولذلك يمكنك أن تطمئن، ودع عنك المخاوف، خصوصا وأنت شاب في مقتبل العمر، والمهم أن تنال قسطا وافيا من النوم ليلا لمدة لا تقل عن 7 ساعات، مع عدم الإجهاد البدني، مع ضرورة تناول كبسولات فيتامين (D)، وشرب المزيد من الحليب، وتناول منتجات الألبان للحصول على الكالسيوم المطلوب لتقوية العظام.

ومن المهم الإكثار من السوائل والعصائر، وتناول المخللات، وشرب الماء لضبط ضغط الدم، والعمل على متابعة قياس ضغط الدم بحيث لا يقل عن 110 / 70، وسوف يمن الله عليك بالصحة والعافية.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً