الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوسواس القهري والأفكار والخوف وأنا مقدم على الزواج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكر الله سعيكم في هذا الملتقى، أحكي لكم ما أعانيه من الوسواس القهري، والأفكار والخوف، فقد تم اكتشاف المرض قبل سنتين وعالجته بعلاج السيروكسات، وارتحت سنتين، والآن وأنا مقبل على الزواج، قررت ترك الدواء بالتدريج، لكن انتكست الحالة، وتم الرجوع للطبيب، فقد صرف لي السيركسات 100 مج، وسمبالتا 120 مج، وأولينزا 5 مج، واستعملتها لمدة 4 أشهر ولم تذهب الأفكار، هل من علاج داعم، أو رأيكم بطريقة ترك العلاج، وهل أستخدم علاجات أخرى؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من البداية كان يجب ألَّا تُوقف الدواء قبل الزواج -أخي الكريم- لأن الزواج في حدِّ ذاته يُشكّل ضغطًا على الإنسان، بالذات الرجل، من تجهيزات، وحياة جديدة لم يكن يألفها، وصرف وضغوط اجتماعية -أخي الكريم- كل هذا يُشكّل ضغطًا على الإنسان، فالذي يأخذ علاجًا نفسيًا يجب عليه الاستمرار فيه حتى إكمال الزواج، وبعد أن تهدأ الأمور وتستقر يمكن أن يوقفه.

الخطأ الأول هو وقف العلاج وأنت مقبل على الزواج؛ لأن الزواج في حدِّ ذاته يُشكل عليك ضغطًا، وهذا ما حصل، أوقفتَ الدواء فرجعت إليك الأعراض، والزواج الآن يُسبِّبُ لك ضغطًا -أخي الكريم-، ولذلك لم تتحسَّن على الدواء، وبجرعة كبيرة أضيف إليه أيضًا أدوية بجرعات كبيرة جدًّا.

يا -أخي الكريم-: أهم شيء الآن هو العلاج النفسي لمساعدتك في مواجهة هذه الضغوط -ضغوط الزواج- التي أنت مقبل عليها، التحدُّث عنها، التحدُّث عن القلق والهم الذي تحمله في هذا الشأن، وبعد ذلك أي دواء، أنا طبعًا أرى أن يُعطى الزيروكسات التي تحسَّنت عليها، فرصة أكبر مع دواء آخر مُهدئ، ولكن إذا رأيت أن هذه الفترة كبيرة فيمكن أن نُوقف الزيروكسات بالذات بالتدرُّج، لأنك أخذتها قبل فترة، وإدخال دواء آخر يكون فيه أكثر مساعدة للوسواس القهري والقلق، مثل الزولفت -أخي الكريم-، تسحب الزيروكسات بالتدرُّج، وتُضيف الزولفت بالتدرُّج أيضًا.

أما بخصوص السيمبالتا والأولانزبين، لأنك بدأتهما في فترة وجيزة، فيمكن التوقف عنهما بدون تدرج، وبالذات الأولانزبين، أما السيمبالتا فأيضًا قد يحتاج إلى تدرج خفيف، ولكن الزيروكسات لأنك كنت تستعمله منذ فترة فيجب التدرّج في خفضه، مع إدخال الزولفت بالتدريج -أخي الكريم- مع علاج نفسي، وهذا هو الأهم.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا هيفاء

    نفس الحالة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً