الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ألم في أعلى الظهر بين الكتفين ومن وسواس الأمراض، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من ألم في أعلى الظهر بين الكتفين، وفي الصدر، والعمود الفقري، ومع نغزات في القلب، ويزيد الألم عند الانحناء، حصل لي بعد حركة مفاجئة منذ 5 أيام.

أنا لدي ما يعرف باضطراب الجسدنة، ووسواس الخوف من الأمراض الخطيرة، وخاصة السرطان -عافانا وعافاكم الله منه- أي ألم صغير أؤله على أنه مرض خطير، أعاني منذ 8 أشهر إلى يومنا هذا.

وهذه أعراضي:
الجسدية:
- ضيق في التنفس.
- ألم وشد خلف الرقبة.
- دوخة.
- ألم في جميع العضلات.
- فقد التوازن.
- ألم في المعدة، انتفاخ غازات.
- قرحة مع ارتداد الأحماض.
- فقدان الوزن من 76 إلى 69 في 6 أشهر.
- شهية متقطعة.
- قولون عصبي.
- التجشؤ بكثرة.
- عدم القدرة على تحريك اليدين خاصة اليمنى، مع تنميل وفتور في جميع الأطراف.
- إرهاق وتعب حتى عند الراحة.
- صداع وثقل في الرأس.
- ثقل في اللسان.
- خفقان في القلب، وعدم انتظام دقات القلب، وتعرق أحيانا.
- الإحساس بنبض في جميع الجسم خاصة الرقبة والرأس والبطن.

النفسية:
- توتر وقلق دائم خاصة على الصحة.
- نسيان رهيب.
- عدم احتمال الأماكن المزدحمة.
- حالة مزاجية متعكرة.
- سرعة الغضب لأي سبب (حتى ولو كان تافه).
- عدم القدرة على ترتيب الأفكار.
- أفكار مشوشة.
- حزن.
- التفكير الدائم في الحالة الصحية.
- التفكير في الأمراض الخطيرة وتوهمها.
- عدم السيطرة على التفكير في الصحة الجسدية.

وجزاكم الله كل خير، وزادكم علما على علم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
هذا النوع من الألم شائع جدا ومنشؤه العضلات، وتزيد آلام العضلات المتقلصة مع الحركات التي تتطلب تمدد العضلات المتقلصة؛ لذا فإن أي محاولة لتحريك العضلة المتقلصة وتمديدها يؤدي إلى الشعور بالألم، وقد ينتشر الألم إلى مناطق أبعد من منطقة الألم، وهذا ما يسمى بالألم المنتشر.

وطبعا مع الخوف من المرض قد تحصل آلام وانقباضات لعضلات أخرى مثل العضلات الصدرية، والتي تعتبر أكثر العضلات تأثرا بالوضع النفسي، فيحصل شعور بانقباض في الصدر.

وهذه الآلام التي تنجم عن تقلص العضلات تتحسن خلال عدة أيام مع المسكنات، ووضع الكمادات الساخنة على موضع الألم.

نرجو لك من الله دوام العافية وراحة البال.

++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الدكتور محمد حمودة (استشاري أول - باطنية وروماتيزم)، وتليه إجابة الدكتور محمد عبد العليم (استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان).
++++++++++++++++++++++++++++++

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

بالفعل - أخي - أنت لديك أعراض الجسدنة، وأعراضك السوماتية أو الجسدية كثيرة جدًّا، وقطعًا منشأها منشئً نفسيًا ولا شك في ذلك، وإن شئت فلنسمّيها الأعراض النفسوجسدية.

بخصوص شكواك الحالية وهي الألم في أعلى الظهر وبين الكتفين والصدر والعمود الفقري: هذا سوف يفيدك عنه إن شاء الله تعالى الأستاذ الدكتور محمد حمودة، ومن وجهة نظري أنه ربما يكون أمرًا بسيطًا كتمزّق عضلي بسيط أو شيء من هذا القبيل، لكن نسبةً لحساسيتك حول تصور الأعراض العضوية، وبما أنك تعاني من هذه الأعراض النفسوجسدية أعتقد أن ذلك قد زاد انشغالك كثيرًا بهذه الأعراض.

الذي أراه - أيها الفاضل الكريم - هو أن تجعل نمط حياتك نمطًا صحيًّا، وذلك من خلال النوم الليلي المبكّر، وممارسة الرياضة، وحسن إدارة الوقت، والتنظيم الغذائي، والحرص على العبادات، وأن تكون شخصًا فاعلاً من الناحية الاجتماعية.

وعليك - أخي الكريم - بأن تكون حسن التوقُّعات، وأن تكون دائمًا في جانب التفاؤل. وأنصحك أن تثبِّت مواعيد دوريَّة مع طبيب الأسرة أو أي طبيب تثق فيه، اذهب إليه مرة واحدة كل ثلاثة إلى أربعة أشهر من أجل الفحص الروتيني، والتأكد من أن كل شيء سليم، هذا - أخي الكريم - يُطمئنك في حدِّ ذاته، ويعطيك دفعة صحيَّة جيدة جدًّا، ويمنعك إن شاء الله تعالى من التنقُّل بين الأطباء.

حالات الجسْدنة إذا استمرَّت ولم تُعالَج تتحوّل إلى توهمات مرضية، بل تؤدي إلى ما يُعرف بالمراء المرضي، وهذا مُعيق جدًّا، ولا أريدك أن تكون في شيء من هذا.

أخي: بجانب ما ذكرته لك من إرشاد أعتقد أن تناولك لأحد مضادات قلق المخاوف سوف يُساعدك.

عقار (سيرترالين) والذي يُعرف تجاريًا (زولفت) من الأدوية الممتازة، إذا تناولته بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على خمسين مليجرامًا - تناولها لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم اجعلها حبتين ليلاً - أي مائة مليجرام - استمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة أربعة أشهر أخرى، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناوله.

كما أن العقار الذي يُسمَّى علميًا (سلبرايد) ويُسمَّى تجاريًا (دوجماتيل) من الأدوية المفيدة جدًّا لقلق المخاوف الذي يؤدي إلى الجسدنة. تناول الدوجماتيل كدواء مساعد للسيرترالين بجرعة خمسين مليجرامًا - أي كبسولة واحدة - صباحًا لمدة أسبوعين، ثم اجعلها كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم كبسولة واحدة صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناوله.

أدوية طيبة وفاعلة وسليمة وغير إدمانية، أسأل الله تعالى أن ينفعك بها، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً