الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبي يعاني من آلام في الأذن والرأس والرقبة، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم..
والدي عمره في الستين، وعنده سكر، ويتعاطى إبر الأنسولين، ومعه ضعف بسيط بعضلة القلب، ولكن باقي صحته جيدة والحمد لله.

في الآونة الأخيرة اشتكى من ألم بأذنه اليسرى، وراجع طبيب الطوارئ، وأعطاه قطرات ومضادا حيويا ومسكنات، ولم يستفد، وظل على هذه الحالة 3 شهور.

بين من يقول له معك التهاب بالأذن الوسطى، وبين من يقول له معك ثقب صغير بالطبلة، وبين من يقول له قطر، وبين يقول لا تقطر، وبعد أن اشتد عليه الألم بالأذن والرأس طلبنا الحل من الطوارئ، ولكنه لم يستفد، فتم تحويله للعيادات الخارجية، وكرروا نفس الطريقة التي ذكرتها لمدة شهرين، ولم يتحسن، فعملوا له أشعة مقطعية ونووية ورنين، فمنهم من يقول: التهاب بعظم الأذن، ومنهم من يقول سوائل خلف الطبلة، ومنهم يقول راجع أخصائي المخ والأعصاب، ومنهم من يقول معك حساسية بالجيوب الأنفية علما بأنه راجع أخصائي مخ وأعصاب، وأفادنا بعد تشخيص الحالة بأنه لا حاجة لمراجعتي مرة أخرى.

علما بأنه استخدم جميع حبوب المضادات الحيوية والمسكنات وحبوب الكورتيزون لمدة 5 أيام فقط خلال 8 شهور، ولم يتحسن، بل اشتد عليه الألم في الأذن اليمنى واليسرى معاً، وألم بالرأس والرقبة، وتصلب خفيف خلف الرقبة، علما بأنهم عملوا له تخطيط سمع، وتبين أن الأذن اليسرى فيها ضعف بسيط، علما بأنه لا يوجد طنين ولا وشوشة ولا إفرازات ولا دوخة.

أريد التفسير لهذه الحالة والخطة العلاجية؟ وهل إذا كانت السوائل موجودة فعلا لا بد من إزالتها؟

ولكم جزيل الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صاحي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن المرجح في هذه الحالة أن يكون السبب التهابا في الأذن الخارجية والعظم المحيط بها، ويصيب خاصة مرضى السكري، حيث يبدأ بالتهاب في الجلد لمجرى السمع الظاهر، ثم قد يمتد للعظم الأذني في حال عدم العلاج الجيد، وتنظيف الأذن الجيد في العيادة الأذنية, وهذا الالتهاب في العظم قد يمتد للداخل ليشمل عظم الصخرة الذي يؤلف العظم الأساسي للأذن الخارجية والوسطى والداخلية، ويشكل جزءا من قاعدة الدماغ, وعليه فالالتهاب العظمي هنا خطير، وقد يؤدي للامتداد لداخل القحف (عظم الجمجمة) ليصل للدماغ نفسه.

لا بد من زيارة اختصاصي بأمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة بالتشارك مع اختصاصي بالجراحة العصبية (وليس الداخلية العصبية) حيث أن الأساس في حل هذه الحالة هو التنظيف الجراحي للعظم المتآكل بالالتهاب الجرثومي (غالبا جرثومة البسيدوموناس أو الزائفة الزنجارية).

العلاج الجراحي لا بد أن يترافق مع العلاج الدوائي بالمضاد الحيوي من زمرة الكينولون (فلوكساسين)، وحتى بعد الجراحة لا بد من الاستمرار على التنظيف للأذن في العيادة الأذنية حتى تمام الشفاء بإذن الله تعالى.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً