الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بوجع في الصدر من الجهة اليسرى، هل له علاقة بالقلب؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 27 سنة، أعاني من وجع على شكل وخزات أو شد من الجهة اليسرى من صدري منذ سبع سنوات، تحديدا داخل الثدي الأيسر.

قمت منذ عامين بعمل جميع التحاليل من صور أشعة للصدر إلى تخطيط دم وتحليل دم وبول و-الحمد لله- كانت جميع الفحوصات سليمة، هذا الوجع يأتي بأشكال مختلفة، ممكن أن يمضي شهر أو شهران ولا أشعر به، وممكن أن أشعر به يوميا لمدة أسبوع، لكنه يستمر لبضع ثوان فقط،، هل هذا الوجع يتعلق بالقلب؟

علما أني أعاني من البدانة، وأنا مدخن.

أتمنى أن تفيدوني بآرائكم عن حالتي، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Gogo حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

البدانة والتدخين من أهم الأمراض التي يعاني منها الناس، والتي تؤدي إلى ضيق التنفس والأرق في النوم، وتؤدي إلى زيادة العبء على القلب والرئتين، وتؤدي إلى الوخز في عضلات الصدر، وبما أنك شاب في العشرينات فما زال لدى القلب الكثير من القوة الاحتياطية التي تمكنه من زيادة تدفق الدم للجسم، ولكن يجب أن تعيد حساباتك مرة أخرى في هذه المسألة، ولا مستحيل أمام الإرادة والعزيمة، ولن يستوي الأمر في ظل البدانة والتدخين إلى نهاية العمر.

ودم المدخن طوال الوقت محمل بالغازات السامة من أول وثاني أكسيد الكربون الموجودة في السيجارة، وهذه الغازات السامة تمنع الدم من نقل الأكسجين؛ لأن الهيموجلوبين له قابلية لتلك الغازات 210 مرة أكثر من قابليته لحمل الأكسجين، مما يؤثر في النهاية على عملية إنتاج الطاقة في الخلايا، ويؤدي إلى الشعور بالإرهاق والتعب والإجهاد والوخز، وعند حد معين يترسب الكولسترول في الشرايين وتضيق وتزيد فرص الجلطات ولا يقوى القلب على الاستمرار في حالة الإجهاد المستمر.

ولذلك يجب أن تعيد حساباتك مرة أخرى والتفكير في الإقلاع عن التدخين، وهذا أمر يأتي بالإرادة والعزيمة والرغبة في الشفاء والتخلص من سموم السيجارة، وهناك الكثير من الاستشارات التي تناولت مضار التدخين وطرق الإقلاع عنها يمكنك الاطلاع عليها والاستفادة منها.

وإنقاص الوزن هو تحدي يجب عليك أن تقدم عليه لتخفيف العبء عن القلب وعن المفاصل، والأمر يحتاج أيضا إلى بعض الإرادة والعزيمة وإلى فهم طبيعة ما تأكله، والأصل في الرجيم القابل للتطبيق هو في تناول طعام بسعرات حرارية أقل مما يساعد الجسم على استخدام المخزون الدهني في استكمال الاحتياجات اليومية، وهناك قائمة كبيرة من الطعام التي تفي بالغرض ولا تؤدي إلى زيادة الوزن، والمهم هو البعد عن السكر وكل ما يدخل السكر في صناعته، مثل العصائر والحلويات والمربيات وتحلية المشروبات الباردة والساخنة بالسكر وما شابه، ولا داعي للجوع فإن تناول وجبة الإفطار تساعد في تشغيل جهاز الحرق في الجسم ليحرق الإفطار، وضعفه من المخزون الدهني.

ويمكنك تجربه حمية البروتين والبعد عن النشويات، وبالتالي يمكنك تناول اللحوم البيضاء من الدجاج المخلي ( الفيليه ) والأسماك، والفول والعدس والبيض المسلوق، والخضار المطبوخة والسلطات الخضراء والخس والخيار والأجبان، وشوربة حبوب الشوفان والبرغل، وفاكهة التفاح والكمثرى والخيار والطماطم، وكل تلك الأطعمة مسموحة في الرجيم، وتحتوي على الكثير من الفيتامينات والأملاح المعدنية وقليلة السعرات الحرارية، فيضطر الجسم إلى استكمال حاجته من الطاقة من المخزون الدهني فينقص الوزن.

ولعلاج الوخز ونقص الفيتامينات يمكنك أخذ حقنة فيتامين D جرعة 600000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين (د) الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة 12 أسبوعا، ولا مانع من أخذ حقن مغذية للأعصاب مثل: neurobion يوما بعد يوم عدد 6 حقن، ولا مانع من تكرارها مرة أخرى، مع تناول مقويات للدم كبسولة واحدة يوميا لمدة شهرين أيضا، ومسكن للألم مثل كبسولات celebrex 200 mg مرتين في اليوم لمدة 10 أيام، مع ضرورة تناول مجموعة من الفيتامينات مثل رويال جلي وأوميجا 3 .

ومما يساعد في ضبط النوم والتخلص من الأرق وبالتالي ضبط الحالة المزاجية والحصول على المسكنات الطبيعية التي تفرز أثناء النوم، تناول حبوب ميلاتونين melatonin 5 mg وهي حبوب ذات منشأ طبيعي، ومع ضبط ساعات النوم يستيقظ الإنسان وكله حيوية وطاقة متجددة.

مع ضرورة تغذية الروح كما نغذي الجسد من خلال المصالحة مع النفس، ومن خلال الصلاة على وقتها وبر الوالدين وقراءة ورد من القرآن والدعاء والذكر، مما يحسن من مستوى هرمون سيروتونين في الدم ويحسن الحالة النفسية والمزاجية، مع ضرورة ممارسة الرياضة بشكل منتظم خصوصا المشي، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية ويصلح النفس مع البدن، ويمكنك معاودة التواصل مع موقع الشبكة الإسلامية مرة أخرى.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً