الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قرأت عن تسلط الأفكار وأنه نوع من الوسواس

السؤال

السلام عليكم.

أنا كنت شخصاً طبيعياً، ولله الحمد، حتى ذات يوم دخلت الإنترنت وقرأت أن هناك مرضاً يسمى تسلط الأفكار، وأنه نوع من الوسواس، وأصبحت أخشى أن أصاب به، وقد عكر ذلك على حياتي.

كما أنني ربما أكون مصاباً! نظراً لأني أحياناً تراودني أفكار سيئة بخصوص الذات الإلهية، وأيضاً أفراد عائلتي، أقوم بطرد هذه الأفكار فوراً.

رجاء شخصوا حالتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

لا شك أن اطلاعك على المرض المذكور تسلط الأفكار والوساوس قد أثّر على نفسيتك سلباً، حيث بدأت تستشعر إمكانية ابتلائك به، - عافاك الله وسلمك – وعليه فالمشكلة في حقيقتها وهمية غير حقيقية، وذلك لرهافة إحساسك ومشاعرك، فلا تقلق، وعليك فحسب بمحاولة التغافل والتناسي والإعراض عن الوساوس القهرية والشيطانية، وعن متابعة هذه البرامج العلمية قبل استفحال الأمر وشدته.

ما زلت -بفضل الله- في بر الأمان وسلامة الرحيم الرحمن سبحانه وتعالى، وقد ورد في مجموع النصوص الأمر بالاستعاذة بالله، والإعراض عن الوساوس وقول: آمنت بالله ورسوله، كما بشرنا عليه الصلاة والسلام أن مجرد الوساوس التي لم تصل لسلوك ويقين أنها (محض الإيمان)، وقال في حديث آخر: (الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة).

مما يسهم في طرد الوساوس أيضاً والتخفيف عن الضغوط النفسية بتعميق الإيمان والصلة بالله تعالى بلزوم الذكر والطاعة والاستغفار وقراءة القرآن، وشغل النفس والوقت والفراغ بلزوم الصحبة الطيبة، والترويح عن النفس بالرياضة، وأجمل منه الاشتراك في نادٍ رياضي، والعمل التطوعي والنزهة، وزيارة الأهل والأصدقاء، والقراءة في السيرة النبوية، ومتابعة المحاضرات والبرامج المفيدة، والتركيز على الدراسة والبيت والعمل.

لا أجمل ولا أفضل من الاستعانة بالله والتوكل عليه ودعائه، (ومن يتقِ الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه)، فأحسن الظن بالله تعالى، وعزز ثقتك بربك ونفسك، واحذر أن تنساق للوساوس العبثية، وعليك أن تستخف بها، حيث لا مستند لها شرعي ولا واقعي ولا عقلي ولا فطري.

أؤكد، ثق بربك ثم بنفسك ولا تبالغ في القلق والاضطراب، فكثير من الناس نجحوا في التخلص من هذه الوساوس بعد بعض ابتلاء بها، ولا مانع عند اللزوم والضرورة فحسب من مراجعة طبيب نفسي مختص، والله الموفق والمستعان.

فرج الله همك ويسر أمرك وشرح صدرك وقوى يقينك، وحفظك من كل سوء ومكروه، ورزقك سعادة الدنيا والآخرة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً