الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل عند علاج الارتشاح سيعود السمع كما كان أم سيبقى ضعيفا؟

السؤال

السلام عليكم

أمي أصابتها سخونة وحكة شديدة، وبعد أسبوع ضعف عندها السمع بشكل ملحوظ.

ذهبنا بها إلى طبيب الأنف والأذن، وبعد الكشف قال: عندها ارتشاح خلف الطبلة، وكتب لها تلفاست 180 والفينترن، وموكسيفلوكس400 وافاميس واوتريڤين، فهل هذا العلاج كاف؟!

علما أنها تأخذ العلاج منذ 4 أيام بدون أي تحسن، فما زال سمعها ضعيف جدا، وهل عند علاج الارتشاح سيعود السمع كما كان أم سيبقى ضعيفا؟

أرجو الرد فأنا خائفة أن تفقد سمعها -لا قدر الله-.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Nony حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية لا بد لنا من التأكد من نوع النقص في السمع هل هو من الأذن الوسطى حقا أم أنه نقص سمع (حسي عصبي) من إصابة العصب السمعي أحيانا في الالتهابات الفيروسية, لا بد من تخطيط السمع الهوائي والعظمي لتحديد ذلك، كما يجب إجراء تخطيط معاوقة غشاء الطبل، وقياس الضغط في الأذن الوسطى، ومنعكس الركابة لتحديد مدى ارتشاح السوائل خلف غشاء الطبل في الأذن الوسطى.

العلاج في حال نقص السمع الحسي العصبي الناتج عن التهاب العصب السمعي هو إعطاء الكورتيزون الفموي مباشرة (بريدنيزولون) بحسب الوزن، مع المراقبة الطبية من اختصاصي الأذن والأنف والحنجرة.

وأما في حال كون نقص السمع ناتج عن التهاب الأذن الوسطى وارتشاح السوائل: فالعلاج جيد مبدئيا، ولا بد من المواظبة عليه لمدة أسبوعين في بعض الأحيان وحسب استجابة المريض, ولكن العامل الأهم في عودة السمع الطبيعي وزوال الارتشاح من داخل الأذن الوسطى هو تهوية الأذن الوسطى عبر أنبوب التهوية الخاص بها والذي ندعوه بنفير أوستاشيوس, هذا الأنبوب يغلق جزئيا في حالة التهاب الأذن الوسطى التالي لالتهاب الطرق التنفسية العلوية, والحل هو بإعادة تهوية الأذن بإجراء مناورة تهوية الأذن الوسطى.

و(مناورة فالسالفا) هي كالتالي: إغلاق كلا فتحتي الأنف باليد ثم ضغط الهواء بزفير قسري صعودا من الصدر باتجاه البلعوم فالأنف (وليس الفم)، والاستمرار بالضغط حتى يتراكم ضغط كاف لفتح نفير أوستاشيوس (الأنبوب الواصل بين الأذن الوسطى وبين البلعوم الأنفي)، وعبر هذا الأنبوب يمر الهواء قسريا نحو الأذن الوسطى وهكذا يتم تعديل الضغط بداخلها ويتحرر غشاء الطبل من الشد المطبق عليه نحو داخل الأذن الوسطى بسبب الضغط السلبي الذي كان داخلها، ويجب تكرار هذه الحركة كل عشرين دقيقة وبشكل مستمر لعدة أيام حتى تمام الشفاء بالنسبة للأذن الوسطى، وبالتزامن مع العلاج الدوائي الذي ذكرتِه سابقا.

في بعض الحالات يفشل العلاج الدوائي ومناورة فالسالفا في إزالة هذه السوائل من الأذن الوسطى، وهنا علينا الانتظار لما لا يزيد عن فترة الثلاثة أشهر، وبعدها قد يلزم إجراء عمل جراحي بسيط بثقب غشاء الطبل وسحب السوائل من خلف الطبلة، ووضع قنية تهوية في غشاء الطبل تترك لعدة أشهر وتسقط لوحدها ليعود غشاء الطبل ويغلق -بإذن الله- بعد تمام شفاء الأذن الوسطى.

مع أطيب التمنيات لك بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً